23 ديسمبر، 2024 4:33 ص

1 ـــ لم يسبق لوطن جرح في ذاته, كما جرح العراق, مجروح بدولته مجتمعه دينه مذاهبه طوائفه مكوناته مؤسساته مقدساته مراجعه واحزابه, مجروح بجغرافيته ثرواته حضاراته وتاريخه, مجروح بأمريكا وايران وجواره الطائفي, فأصبح منقسم مقتسم على الواقع , موحد على الخرائط, لا شمال له لا جنوب لا شرق ولا غرب, المواطن المجروح فيه, يخشى رؤية النزيف المخيف في عمقه وسعته, حكامه يكرهونه يسرقونه يشتمونه ويلحقون به الضرر, يتوسلون الغرباء ان يصطادوه كاملاً, ليسهل علهم تحاصصه استحقاق انتخابي, هكذا هو العراق يواسي جرحه, والعراقيون يعرضون دموعهم للبيع, مقابل كلمة تضامن.

2 ـــ جرح العراق, مثلث للخذلان والخيانة, من يراه يحتاج الى شيء من الصدق مع الذات, حتى ولو كان الأمر مخيفاً, ضلع المكون (الكردي) ضلع المكون (السني) ضلع المكون (الشيعي), الكارهون للعراق نسبتهم صادمة, لا ينفعنا ان نتعاما, عن رؤية نزيفنا في وطن جريح, او رؤيته مجروح فينا, كل شيء داخلنا ليس منا, دولتنا حكومتنا دستورنا حوزاتنا ولاية فقيهنا, والعراق فينا وحيداً, محاصر بالنفط والسماسرة, على سرير بغداد, مر (9) نيسان, فترك في احشائها, حاكم مدني ومجلس حكم لقيط , تناسلت عنه حكومات, لا تحيض ولا تصلح للأنجاب, فوظفها الجوار لأنجاز المهمات الوضيعة.

3 ـــ : احزاب المكون الكردي, تكره العراق, تنتظر الأستيلاء على مزيد من سلطاته وثرواته وجغرافيتة لتنفصل عنه, المجتمع الكردي مصاب بأحزابه, نسبة الذين يكرهون العراق فيه, اكثر من مرعبة, من يشك عليه ان يقيم في اربيل شهراً واحداً, هذا اذا سُمحت له الأقامة, المحافظات الغربية, كما هي محافظات الجنوب والوسط, احزابها شديدة التبعية للجوار الطائفي والأختراق الأمريكي فيها عميق, لا يعنيها من العراق, سوى فضلات السلطات والثروات, واشعال حرائق الفتنة بين المكونات, لا طريق لرصاص الأحقاد الغبية بين مكون وآخر, سوى صدر العراق, السني والشيعي اذا تكارهوا, كرهوا العراق معهم, ويشتعلون فيه زيت للمجزرة.

4 ـــ المواطن الكردي لا يعلم لماذا يكره العراق, والفتنة بين الشيعي والسني, دخلت البيوت والقلوب والضمائر, وحطبها العراق, رموز التبعية والأرتزاق, تحمل نعش الهوية الوطنية الى مصير مجهول, تمترس البعثي والأسلامي في خندق واحد, هناك في مواخير المنطقة الخضراء, تعانق الأراذل والأراذل, في قادم الأيام, ستصبح ساجدة طلفاح وزيرة للثقافة, وعزة الدوري للأمر بالمعروف, من عانق ابطال اعتصامات داعش, وطلائع الأستفتاء على الأنفصال, سيشارك في اقامة نصباً تذكارياً, للمجاهد القومي صدام حسين في عقر عورته.

[بربك ايها العراقي الجميل, من سيضمد جرحك في ذاتك العراقية, دولة وحكومة لا تنتميا اليك, مذاهب ومراجع لا تنتمي اليك, سماسرة ارض وعرض لا ينتمون اليك, من اذاً؟ ان لم تكن انت؟؟؟, انهض وانتفض قبل ان تسقط هويتك الوطنية, فتصبح ارضك ولاية للفقيه, كما سقطت ريشة الهنود الحمر, فأصبحت ارضهم امريكا].