المتعارف علية عالميا ان كل دولة تمتلك جيش واحد يكون تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة . والمفروض ان يكون هذا في العراق ايضا ولكن الهيئة التي ظهر بها السيد حيدر العبادي على شاشة التلفاز خلال لقاء عيد الاضحى- ٢٠١٨ مع قادة الحشد الشعبي لاتسر صديق ولايشمت بها عدو فالرجل يبدو فاقد السيطرة تماما على الحشد الشعبي ، وحسنا فعل انه ظهر على الطبيعة بهذه الصورة وكانه خارج من حلبة ملاكمة كانت تجري في قاعة صغيرة تحت الارض وتتوسطها صورة السيد علي السسيتاني بدل رئيس الجمهورية .وجوه الحاضرين كان يبدو عليها عدم الرضاو التوتر الشديد . من تابع كلام العبادي على التلفاز يلاحظ بعد كل ثلاث جمل يقولها يستشهد بكلام للسيد علي السستاني وهو يحاول اقناع الحضور بشق الانفس . بينما المعروف في السياق العسكري في كل العالم ان القائد العام وظيفته (اصدار الاوامر ) وليس البحث عن الادلة العقلية والنقلية لاقناع من تحت امرته . لقد كان يحاول اقناعهم بشق الانفس ( لماذا له الحق وهو بموقع سياسي ان يتدخل بالجيش والاخرين لايحق لهم ذلك !!؟) . كان صعبا عليه ان يقول لهم بصورة مباشرة ( ياجماعة انا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بكل صنوفها ومسمياتها لدولة اسمها العراق حالي حال رئيس وزراء بريطانيا .الذي لايعجبه هذا لينزع بدلته العسكرية ويذهب لبيته . تقولون لي نحن مجاهدون وليس عسكر على عيني ورأسي .. شكر الله سعيكم وبارك الله فيكم وعظم الله اجوركم ونساله عز جلاله ان يجازيكم خير الجزاء …ومن يريد منكم الجزاء في الدنيا ايضا نتفق على مكافئة مادية له او يبقى مقاتل في الجيش يتبع الانظمة وينفذ الاوامر العسكرية وغير مسموح له ان يكون فوق الجيش !؟ لماذا ؟ حتى نثبت للعالم باننا دولة محترمة ). من حق الاخوان قادة الحشد ان يردو عليه بغضب صارخين ( انت تكيل بمكيالين !؟ هل تجرؤ ان تقول هذا الكلام للبشمركة الكردية المدعومة من امريكا !؟
ويمكن ان يرد عليهم العبادي قائلا ( ولكن العالم كله يعرف انتم مدعومين من ايران !؟)
عندها يمكن ان يرد عليه قادة الحشد ساخرين ( نحن لانخجل من الدعم الايراني مثلما قادة البشمركة لايخجلون من الدعم الامريكي . كلانا يصله الدعم الخارجي عبر القنوات الحكومية العراقية الرسمية .. ونحن لن ننفذ الاوامر الصادرة منك حتى نقتنع انك تستطيع ان تنقل احد الوية البشمركة من اربيل الى السليمانية .. واذا كنت تفكر بحل الحشد الشعبي عليك ان تفكر بحل البشمركة اولا وبعكس هذا فان العواقب ستكون وخيمة على الجميع..وكل مامسموح به للبشمركة يجب ان يكون مسموحابه لنا ايضا هكذا يقول العقل والمنطق ) . وبهذا يكون للدولة العراقية ثلاث جيوش رسمية متساوية بالقوة ، واحد منهم فقط تسيطر علية الدولة العراقية وهو ( الجيش العراقي العلماني اليبرالي )
اما (الجيش العقائدي القومي الكردي – البشمركة) و( الجيش العقائدي الشيعي -الحشد ) فهما خارج السيطرة . والدليل بيان الادانة شديد اللهجة الذي صدر من الحكومة الايرانية اليوم في اعقاب استبدال ( فالح الفياض ) من قيادة الحشد والدليل الاخر الضغط الامريكي الهائل على حيدر العبادي من اجل اعادة الجيش الكردي الى كركوك بعد خروجه مرغما منها . وبهذا تكون هونكونغ اول دولة في العالم بنظامين ويكون العراق اول دولة بالعالم بثلاث جيوش.