19 ديسمبر، 2024 12:36 ص

العراق .. حزب الله أذرع طهران لأطاله عمر نظام الاسد

العراق .. حزب الله أذرع طهران لأطاله عمر نظام الاسد

اصبحت الازمة السورية من اصعب المشاكل والتحديات للمجتمع الدولي بسبب اختلاف الرؤى الدولية تجاهها تبعا للمصالح والتحالفات الاقليمية والدولية ومراعاة مناطق النفوذ والطريق اليها خصوصا اذا كانت تلك المنطقة تجمع الاثنين كما هو حال سوريا اليوم بالنسبة لإيران فأصبحت الارادة الأممية وحتى الدولية أسيرة تلك التحالفات وتحت رحمة الفيتو الممنوح للدول العظمى الخمسة اذا أضفنا لداعمين النظام السوري روسيا والصين . فالوضع السوري حرج ومعقد بسبب التحالفات الايرانية في المنطقة مع حزب الله اللبناني من جهة وحكومة المالكي من جهة أخرى اللذين يمثلان روافد صمود النظام السوري مع الدعم العالي من ايران له .
ايران استخدمت جميع اوراقها وبكل قوة للحفاظ على نظام بشار الاسد وخصوصا العراق الذي أصبح الطريق المعبد امام الدعم الايراني وعلى جميع الاصعدة وبكافة الاجواء البرية والبحرية وتسخير الاقتصاد العراقي لخدمة ايران وسوريا حتى أصبح الدينار العراقي في أدنى مستوياته امام الدولار الامريكي , التحاد الحدودي اللبناني السوري من جهة والعراقي السوري من جهة أخرى أبقى اجواء الدعم مفتوحه على مصراعيها فالطائرات تنقل من طهران الى دمشق من خلال الاجواء العراقية وكذلك الطرق البرية الحدودية كان لها الاثر الكبير في أدخال السلاح والرجال والمؤن والمواد اللوجستية الى سوريا كذلك حزب الله اللبناني مقاتليه واستخباراته ودعمه متواصل للنظام السوري بحكم التجاور والتحاد الذي يسهل العملية التعبوية برمتها
فالاستنزاف الاقتصادي السوري وتوقف عجلة الدولة بشكل كبير وغياب الانتاج الوطني وبجميع مجالاته والعقوبات الاقتصادية الدولية وتجميد الارصدة السورية في البنوك العالمية والاستهلاك الحربي الكبير الذي يتعرض له الجيش السوري النظامي واحتياجاته الضرورية الجزء الاكبر منه تبنتها طهران بمساعدة العراق بالدرجة الاولى وكذلك القطب الثاني من اقطاب ايران لرفد النظام السوري حزب الله فتصدير عملة العراق الصعبة وبعملة محلية مزورة وبأشراف المالكي شخصيا انقذ الاقتصاد الايراني وابقاه على خط المعادلة وكذلك تهريب النفط العراقي من خلال ايران الى افغانستان جعل حصة الاسد من موارده لحكومة طهران اضافة الى التعامل الاستثماري والتجاري بين بغداد وطهران ساهم بشكل كبير في مقاومة ايران لقساوة العقوبات الاقتصادية التي من المفترض ان تصل خسارتها اليومية الى اكثر من ( 60 ) مليون دولار  الا ان هيمنة ايران على حكومة بغداد واستغلال اقتصادها والتفاف الحكومة العراقية على القرارات الأممية بخصوص طهران حال دون ذلك والخاسر الاكبر هنا الشعب العراقي ومن ثم السوري لأن هذا الصمود الايراني يعني الاستمرار في دعم الحليف الاقليمي سوريا
أما حزب الله فقد ساهم بصمود جيش الاسد من خلال الجهد الاستخباراتي والدعم المادي والمعنوي بالمقاتلين والقناصة المحترفين وكذلك من خلال تصدير جزء من الازمة الى لبنان وبلدان مجاورة للضغط وتخفيف حدة الازمة بالداخل , فالمجتمع الدولي اذا اراد ان يقصر بعمر نظام بشار الاسد فعليه ان يمنع دعم حكومة المالكي وحسن نصر الله من خلال الضغط عليهما دوليا وتضعيفهما امكانيا وتحجيم دورهما الاقليمي وبهذا يكون قطعت ايادي طهران لدعم بشار الاسد مما يؤدي الى سقوطه وانتهاء المجازر اليومية والازمة الدولية الخانقة .