تخنقنا العبرات وتذبحنا الأحزان من الوريد الى الوريد تلك هي حياتنا نحن العراقيون . اصبحنا مشاريع للخديعة حتى ينال منا الحاكم . وقد نال منا .
يأتيك بأخلاق الأسلام يهلل ويطبل ويفرش لك الأرض ورود ويملأ مسامعك بالوعود حتى تصل بالحلم على انك سوف تكون آدمياً تشعر بالحياة الحقيقية . يكتب لك سنن وشرائع تجعل منك سيد وغيرك عبيد فتدفع به كي يتسلم السلطة . ولم لا . وقد اقسم أيماناً غليضة على انه سيكون وفياً لك ولباقي الشعب والأهم انه سيكون وفياً لبلد اسمه العراق .
تعيش تلك المرحلة وتهيء نفسك لكي تنطلق للعالم لتؤكد له انك عراقي وهل يوجد افضل منك . فقد سبقتهم بالحضارة وتفوقت عليهم بالقوانين ولك في حمورابي مثالاً ساطعاً . وكان لك الفضل في ان علمتهم الكتابة فأنت اول من كتب الحرف ورسم الكلمات .
كنت متفوقاً عليهم في الزراعة فأرضك ارض الرافدين . ووهبك الله العزيز الحكيم ثروات لاحصر لها أَولها النفط فكانت ارضك تسمى ارض السواد . وقد قيل ان 99% من ثروات الخالق توجد في العراق والمتبقي من النسبة موزعة على العالم وكان عليك ان تحمد الله وتتفنن في استثمار ثرواته لتحول العراق الى جنان يحج اليها من يحب السياحة من كل حدب وصوب .
ولكن اين انت الآن ؟ بل أين هو العراق ؟
لماذا تغيرت كل تلك العوالم في العراق وانقلب كل شيء وكان البلد خالي من كل شيء وكأنه صحراء ؟
هل المشكلة بك ان ايها العراقي المجروح ام بالحاكم ؟
يقيناً ان المشكلة بك وبالحاكم .
المشكلة بك ايها العراقي لانك جعلت عواطفك تتحكم بالقضايا المصيرية فتقبل بالنواة وتترك التمر! المشكلة بك ايها العراقية فقد خيرك الله بين قطعة الحلوى وقطعة الذهب فذهبت لاهثاً وراء قطعة الحلوى !
أما الحاكم فكان ان اختاره الله لك ظالما لتتعظ ولم تتعظ . يقمعك وقتلك ويبطش بك ويزرع فيك التخلف والأمية وانت تتفوق في رفع شعار ( بالروح بالدم نفديك ياهو الجان )
أين انت من الحضارة ؟ لاتقل بعد اليوم انك بلد حضارات !
الحضارات تصنع الكرامة وانت فقدت كرامتك فلا عمل ولا سكن ولا تعليم ولا صحة ولا مستقبل . تستخدم الغذاء الأيراني والسيارة اليابانية والملابس الصينية او التركية او الايطالية وتشرب الماء المحلى بالتكنلوجيا الصينية والتركية والألمانية وتستخدم زيوت من تركيا وماليزيا وغيرها من الدول . وعندما تدخل المرحاض تستخدم الوسائل الايرانية او التركية . أي انك تستخدم كل شيء يأتيك من الخارج ! أين هي حضارتك ؟
تحولت الى دودة تأكل وتنام وانت ساكت ! خطفوا كل شيء في بلدك العراق وانت ساكت تنتظر رحمة الله ! لكن الله اعطاك عقل ولم يقل لك عليك ان تفرط بالحق من اجل الباطل . ولم يقل لك اطلق شعارات الدين الاسلامي وتصرف بعكسها . اليوم انت ايها العراقي أغضبت الكائنات بمجملها واغضبت الخالق بصمتك المريب على مايفعله الجبناء من الذين اعطيتهم صوتك ومن لم تعطهم فهم مزورون فضلاً عن كونهم مخادعون .. طلبنا منكم ان تساندوننا فنحن قبلنا ان نكون في المقدمة لنواجه الطواغيت الجدد . لكنكم خذلتمونا ! خرجنا في ساحة التحرير نطالب بحقوقكم المسلوبة فتركتمونا فرادا بل تعاونتم مع الشيطان لقمعنا حين استأجر بعظكم ومعهم الهراوات فهاجمتمونا دفاعاً عن جلاد أمي متخلف نهب خيراتكم وجعل أبناء جلدتكم يأكلون من النفايات وبعضهم يسكن في احياء من الصفيح وعشوائيات لها أول وليس له آخر . بأس الفعل فعلكم الجبان حين تصفقون لمجرم اعاد بلدكم الى العصر الحجري .
بفضل تلونكم وتأييدكم للسلطان الجائر اصبح العراق على شفير هاوية يتسلط فيه ابن العاهر على ابن الشريفة العفيفة . ويتحكم فيه المجرم السارق والقاتل وتتم مطاردة من يحب الوطن وتلك معادلة لم يسبق لها ان مرت على شعوب العالم المتخلف . العراق اليوم يتحكم فيه اناس جعلوه لقمة سائغة للأجنبي فأصبحة ساحة للمخابرات الأيرانية والأمريكية والتركية والأسرائيلية والسعودية والقطرية واعتقد حتى الصومالية . بأس الرجال التي تقبل على شعبها ان يكون مختطفاً ولاتحرك ساكناً ! بأس الرجال الذين يتحملون تداعيات الظلم وهم صامتون . وتباً لرجال قبلوا أن يعيشو بلا كرامة .
داعش الارهابي دخل الى المناطق التي سلمت له بدون قتال وشعاره انه دولة اسلامية لكنه مارس الذبح والتفخيخ والاغتصاب والتعذيب وابتكار وسائل قتل لاتخطر على بال اية مجرم في العالم حتى لو كان مجنوناً موتورا! وحكامنا جائوا بداعي العدل والمساواة والتنمية والتطور للبلد التي أكلته الحروب ولكن ما أن جلسوا على الكراسي حتى تحولوا الى وحوش كاسرة فزرعوا الفتنة بين ابناء البلد وتقصدوا زعزعة السلم الأجتماعي وتحولت شعاراتهم حول المصالحة الى مذابحة . مليشيات تتفوق على الجيش . وجيش مليء بالخونة والمتآمرين وحرب لاتنتهي وهي تستنزف شبابنا دون معرفة السبب الحقيقي والمستقبل لهذه الحرب التي ليس فيها سوى قوافل الموتى تزداد يوم بعد آخر . بينما من اختطف العراق وتربع على خزائنه يسكن المنطقة الغبراء آمن لاتطاله التفجيرات والأغتيلات . هذه المنطقة البائسة هي اساس الشر في العراق وأن من خطف العراق يسكنون فيها منذ زمن طويل يخططون للدسائس والكوارث بينما الشعب يتلضى من الجوع ونقص الكرامة . متى ننهض وقد نهبت من بلدنا اكثر من 100 مليار دولار ؟ متى ننهض وقد وصل الظلم حد لايطيقه حتى الحيوان ؟ متى ننهض لنتخلص من حكم بني أمية الذي جاء بلباس جديد وشكل قبيح جديد . الحكم اليوم ليس للشيعة فأن اخلاق آل بيت الرسول لاتسمح بهكذا افعال شنيعة كما ان الحكم ليس للسنة وقد فقدنا العدالة في كل شيء بأستثناء الظلم ! فأن حكام الزمن الرديء وزعوا الظلم والأضطهاد بين العراقيين بشكل عادل و متساوي – يا أيها الناس عراقكم المختطف اليوم متى يتم اطلاقه ام ان نوم أهل الكهف قد غلبَ عليكم . فنوم أهل الكهف كان آية من الله اما نومكم وصمتكم فهو لعنة من الله علينا جميعنا ؟!!