( اطحنا بألف سنة من التسلط السني في بلاد ما وراء النهرين ) الحاكم العسكري بول بريمر
قبل ان ادخل الى صلب موضوعنا وتكملة ما بدأناه اريد ان اذكر بعض الامور المهمة وهي ان المحتل الامريكي عندما جاء الى العراق كان في ذهنه ان يقسم العراق الى ثلاثة اقسام ( الشيعة والسنة والاكراد ) كما حصل ليوغسلافيا .. وليس ادل على ذلك هي تصريحات بايدن نائب الرئيس الامريكي والرئيس الحالي الذي قدم مشروعا حول تقسيم العراق واشرت الى هذا الموضوع في عدة مقالات .. وقد ابتلع العراقيون العرب ( الشيعة والسنة ) الطعم طعم التقسيم المر والذي كان عليهم عدم ابتلاعه واستلطف الاكراد مذاقه المر وكان عسلا لهم لانه يخدم حلمهم باستقلال منطقتهم .. هذه المسالة الاولى والأمر الاّخر بالنظر الى قول بريمير في اعلاه ارى ان هذا لم يأت من فراغ انما جاء بإلحاح ودفع من الشيعة وغسيل دماغ وخاصة من العملاء الاثنين احمد الجلبي و قريبه اياد علاوي عندما كانوا يلتقون بالاميركان ايام ( المعارضة) يؤكدون لهم على تهميش واضطهاد الشيعة في الدولة العراقية لغرض تحريضهم على النظام السابق .. ان كلام بريمير لا يتسم بالدقة التاريخية نظرا لجهل الامريكان بالتاريخ العراقي وجهل بريمير بالتاريخ العراقي ايضا هو ربما يتكلم عن فترة الحكم العثماني للعراق التي دامت اربعة قرون وهذا لم يكن خيار العراقيين وانما كل التصرفات الطائفية كانت تتم من قبل الامبراطورية العثمانية ولا احد يستطيع ان يخلط التاريخ ويتهم سنة العراق بتهميش الشيعة في تلك الفترة . وثالث الامور وهذا ليس دفاعا عن احد لكن الجميع يتفق عليه (حتى اعداء النظام ) ان النظام الوطني في العراق قبل 2003 لم يكن طائفيا ولم يكن حكرا على السنة ( هو في الاساس من كان يستطيع ان يهمش شخص على اساس مذهبي او ديني ومن يتجرأ ويسأل انت شيعي وانت سني بالتأكيد يحاسب حسابا عسيرا ) .. اما الامر الرابع والمهم وباختصار شديد اريد ان اتطرق الى ما يقال ونسمعه عن تهميش الشيعة في الدولة العراقية منذ عام 1921 في الجيش والوظائف العامة اقول ان الدعوات المبكرة للاستقلال والتي توجت بثورة العشرين 1920 انطلقت كلها من واقع وطني عراقي الا ان الانكليز قاموا بتسليم السلطة الى الاقلية المتعثمنة ( ان صحت التسمية ) التي تمثلت في بقايا الاتراك والذين اصبحوا فيما بعد قادة الجيش العراقي ونخبة السياسيين . لذا فان الانكليز لعبوا دورا في تسليم السلطة الى تلك النخبة والتي كانت لها حظوة في العهد العثماني .. اضافة الى ان عموم الشيعة رفضت الانخراط في الخدمة العامة لاعتبارات شرعية وفتاوى رجال الدين والمرجعيات بتحريم العمل بالدولة العراقية وحرمة رواتب الدولة لذا اتجهوا الى الاعمال الحرة والتجارة الا ان مشاركة الشيعة بالتاكيد تغيرت بمرور السنين واصبحت دوائر الدولة والجيش مليئة بالشيعة وبكل الدرجات الرفيعة خصوصا في فترات عبد الكريم قاسم وفي فترة حكم حزب البعث (القومي ) واؤكد على كلمة القومي لانه ليس حزب ديني الفترة الاولى والثانية
امر اّخر يجب ان اذكره حيثما ترد كلمة الشيعة او السنة او الاكراد في كتاباتي فالمقصود بهذه الكلمات الساسة وليس اهلنا الطيبون الشرفاء ..
رابعا دور الاحزاب السنية في تدمير العراق
مايهمني في الحديث عنه هو التركيز على دور الساسة السنة في تدمير العراق وليس الحديث عن كيف شاركوا في العملية السياسية .. بعد الاحتلال في عام 2003 وجد السنة انفسهم منقسمين ومضطربين وتائهين ولم يستطيعوا ان يوحدوا كلمتهم في موقف واحد فانقسموا بين مشاركة ضعيفة بالعملية السياسية وبين معارض لها ومنحاز للمقاومة .. بالنسبة للمشاركة في العملية السياسية فتمثلت في اول الامر الدخول في مجلس الحكم الذي تأسس بعد 2003 كانوا خمسة من السنة اولهم عدنان الباجي جه وهو كما تعرفون يمثل دولة الامارات وهو بالاساس يحمل الجنسية الاماراتية وهو شخص ضعيف الشخصية مصلحي يريد ان يصبح رئيسا للعراق هو في عمر التسعين ويقال انه انهمرت دموعه عندما لم ينتخب رئيسا على كل حال هو لم يكن متدينا او حريصا على مذهب السنة كان يساعده عطا عبد الوهاب المسمى ( ابولهب ) .. اما المقعد الثاني فكان الى محسن عبد الحميد وهو رئيس الحزب الاسلامي ( الاخوان المسلمون ) وهو كردي وهناك لقب يتداوله العراقيون السنة يطلق عليه ( حما.. السنة ) من غباءه ومحدوديته ، على ان اهم امر يجب ان نذكره انه كان متطرفا ضد البعثيين ومن المؤيدين بشدة لاجتثاث البعث وهذه المسالة يجب معرفتها بان موقف الحزب الاسلامي كان مع اجتثاث الضباط والبعثين وحل الجيش العراقي ولا يختلف عن موقف حزب الدعوة انهما اغصان من جذر واحد . على عكس مايتصوره البعض ربما الاستثناء الوحيد كان مواقف طارق الهاشمي اما البقية فكلهم كان لهم وجهان .. والشخص الثالث نصير الجادرجي يمثل الحزب الوطني الديمقراطي والحقيقة انا لااستطيع ان اضمه الى السنة لانه هو بالاساس بلا دين ولا يؤمن بالله وحتى ان اخيه رفعت يقول في كتابه ان والدي امتنع عن ( ختان ) اولاده لانه لايؤمن بهذه المسألة فهم عائلة ملحدة ! اما الشخص الرابع فهو سمير الصميدعي وهو من مدينة حديثه وعلماني واصبح بعد ذلك وزيرا للداخلية ثم سفيرا وهو انكليزي الجنسية والهوى وهناك قصة كيف حصل على الجنسية البريطانية ربما نتحدث عنها في فرصة اخرى وهوكان متطرفا ضد البعثيين عندما كان في مجلس الحكم وربما تغير بعد ذلك .. اما الشخص الخامس فهو غازي الياور السعودي الجنسية وما ادراك ما غازي والذي أصبح في غفلة من التاريخ والزمن او عندما توقف الزمن اصبح رئيسا لجمهورية العراق .. وللتاريخ اقوله ان هؤلاء الخمس لم يسجل عليهم اختلاسات وسرقات ربما عدا الياور الذي سجلت عليه تبذير اموال الدولة كذا مليون ربما 50 مليون دولار ( اعطيت الى الكحاب الذين استوطنوا في القصر طيلة رئاسته .. كان قذرا من هذه الناحية ) وهذه ايضا ليس في صالحه وجميعا هؤلاء لم يعملوا شيئا ايجابيا واحدا للعراق ( ربما لم يسرقوا لانه كان الاميركان مسيطرين على اموال العراق وليس نزاهة منهم ربما ) .. على ان مايهمنا هو بعد 2005 بروز شخوص اخرى وهم الصنف الثاني الناطقة بأسم السنة يمكن تسميتهم باللصوص خصوصا رؤوساء البرلمان بدء من حاجم الحسني وهو تركماني امريكي الجنسية و اسامة النجيفي ومحمود المشهداني والسامرائي وسليم الجبوري وصولا الى الحلبوسي هؤلاء ساهموا مساهمة كبيرة في تخريب وتدمير العراق وكلهم بلا استثناء تلوثت ايديهم بالمال الحرام وساهموا بتدمير الدولة العراقية ومن المهم ذكر مثال واحد هو مساهمة اسامة النجيفي بتمرير قانون رواتب رفحا الجائر هؤلاء جميعا من الحزب الاسلامي ( الاخوان المسلمين ) وامر غريب كيف يحللوا سرقة اموال الشعب باسم الاسلام وبالتالي نصل الى نتيجة انه لافرق بينهم وبين اي من الاحزاب الشيعية .. انهما وجهان لعملة واحدة .. وظهر بعد ذلك الصنف الثالث من اللصوص وايضا يتكلمون باسم السنة ( وهم النشالة ) مثل ابو مازن وصالح المطلك الذي سرق اموال اللاجئين وعائلة أل كابوني الكربوليه والخنجر والضاري بل وصل الامر حتى سعد البزاز يتكلم بأسم السنة وصولا الى الحلبوسي وجوه تدعي تمثيلها للسنة والدين براء منهم والمذهب براء منهم بأختصار كلهم كانوا سراق للمال العام عملاء لمن يدفع لهم لامانع لديهم من إحراق العراق كله من اجل مائة دولار بعضهم يستلم الاموال من قطر وبعضهم يستلم من السعودية والبعض يستلم من الامارات والبعض يستلم من تركيا وقسم يستلم من ايران وكلهم يستلمون من الشيطان وكلهم كانوا لصوص بالمطلق اما اقذر اللصوص فهو عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني .. قذر .. قذر اللسان والاخلاق واليد .. لقد ساهم الساسة السنة وبلا استثناء احدا منهم بتدمير العراق وتم تدمير المحافظات السنية وتهجير الملايين من سكنة هذه المحافظات وبدلا من مساعدتهم على العودة الى بيوتهم تم سرقة الاموال المخصصة لاعادتهم والتحرش بالنساء الموجودات في الخيم يعيشون اتعس الظروف من قبل قادة ( السنة ) كما ساهموا بتمرير كل القوانين التي ساهمت بتخريب العراق …
الى الحلقة القادمة لنرى مزيدا من الذين هدموا العراق