23 ديسمبر، 2024 3:28 ص

العراق ثالثا في جائزة كتارا لفن “النهمة”

العراق ثالثا في جائزة كتارا لفن “النهمة”

العراقي محمد عبدالصمد محمد يحرز المركز الثالث في مسابقة جائزة كتارا لفن النهمة، حيث شارك العراق من خلال وفد دائرة الفنون الموسيقية يترأسهم المايسترو علي خصاف، والذي اقيم في دولة قطر للفترة من 8 الى 13 من اذار الجاري.

وقد أعلنت لجنة تحكيم الجائزة فوز النهام القطري علي ناصر الحداد بالمركز الأول ليحظى بلقب نهام الخليج لعام 2019، في حين حصل الكويتي محمد صالح مريان على المركز الثاني، فيما حصل النهام العماني فارس سبيت العلوي على المركز الرابع واستحق جائزة لجنة التحكيم ، كما شمل التكريم النهامين المشاركين الذين تأهلوا للتصفيات النهائية بجوائز تشجيعية.

جاء ذلك خلال حفل اختتام فعاليات الدورة الثالثة لجائزة كتارا لفن النهمة “نهام الخليج” التي نظمتها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” للعام الثالث على التوالي، يوم الثلاثاء 2019/3/12، حيث تم تتويج الفائزين بالجائزة في الحفل الختامي على مسرح الدراما بكتارا.
وأشاد نائب مدير عام كتارا لشؤون العمليات أحمد السيد، في كلمته نيابة عن المدير العام للمؤسسة، بالمستويات الفنية العالية للنهامين وما أظهروه من إبداعات صوتية ومهارات غنائية راقية أضاؤوا من خلالها كنوز التراث ولآلئ الفن والغناء البحري الأصيل.
من جهتها، أعربت السيدة سلمى النعيمي رئيس لجنة التراث في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا والمشرفة على جائزة كتارا لفن النهمة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته الجائزة في دورتها الثالثة، مشيدة بجميع المشاركين من النهامين والمحكمين على تعاونهم الذي أثرى الجائزة وساهم في تميزها ونجاحها، مشيرة إلى أن الجائزة تشهد تطورا لافتا من حيث تزايد المشاركة الدولية، منوهة بأن عدد النهامين المشاركين في النسخة الثالثة وصل إلى 60 نهاما من دول الخليج والعراق، بعد أن بدأ بـ25 نهاما في النسخة الأولى.
وقالت سلمى النعيمي في تصريح صحفي (إن المسابقة نجحت في تحقيق أهدافها حيث تم تأسيسها للمحافظة على فن النهمة من الاندثار وإعادة إحياء هذا الفن الأصيل، وتشجيع الجيل الحالي من محبي الفنون الشعبية على ممارسة هذا الفن، مؤكدة أن هذه الأهداف تحققت بالفعل، فضلا عن إبراز دور مؤسسة الحي الثقافي في الحفاظ على التراث البحري).
وأضافت أن جائزة فن النهمة جاءت نتيجة دراسة علمية قامت بها لجنة التراث في كتارا، حيث قدمت مجموعة من المشاريع تمس الهوية القطرية ومنها إحياء التراث الموسيقي والغناء الشعبي في دولة قطر. وأشارت إلى أن لجنة البحوث من خلال عملها وجدت أن هذا الفن يكاد يكون مندثرا ولا يمارس، ولم يكن هناك توثيق له أو كتب تتناوله، فعملنا على التعريف به من خلال كتاب تم إعداده عن فنون البحر في قطر وسوف تقوم كتارا بنشره فيما بعد وفيه تفاصيل عن هذا الفن ويجمع النهامين القطريين في قطر فتم حصر أكثر من 45 نهاما في قطر قديما وكانت الفرق الشعبية تمارس هذا الفن فيما يقارب سبعين دارا، وهي حاليا غير موجودة وكانت متخصصة في هذا الفن وفي الكتاب تفاصيل كثيرة عن هذا الفن الذي يرتبط بالعمل، فكانوا عندما يعودون من رحلات الصيد يسترجعون هذا الفن البحري في أسمارهم، مؤكدة أنه كانت هناك ضرورة لإحياء فن النهمة والمحافظة عليه لأنه يعتبر جزءا كبيرا من التراث البحري.
من جهة أخرى، أعرب النهامون عن سعادتهم بالمشاركة في النسخة الثالثة لجائزة كتارا لفن النهمة، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم الثقافية وتراثهم البحري وما يتميز به من فنون موسيقية وغنائية.
وكان مسرح الدراما بكتارا قد احتضن منافسات الدورة الثالثة لجائزة كتارا لفن النهمة على مدى ثلاثة أيام بمشاركة 11 نهاما من العراق وقطر والكويت وسلطنة عمان، تبارى كل واحد منهم في أداء لونين من ألوان فنون النهمة والغناء البحري، حيث اشتملت المسابقة على 6 فنون بحرية، 3 منها تتعلق بفن الفجري وهي (الحدادي والمخولفي والحساوي)، و3 ترتبط بفنون العمل على ظهر السفينة وهي (الدواري والخطفة والمخموس).
وتعتبر النهمة من أهم أنواع الغناء الشعبي البحري لدى أبناء قطر ومنطقة الخليج، حيث ينطلق النهام من على سطح السفينة كأنغام ملاحية متتالية من تحت الشراع المبحر نحو البعيد والآمال تكبر عند البحارة وهم ينصتون إلى صوته الشجي وهو يردد المواويل الشعبية التي تهزهم وينتشون طربا عند سماعهم هذا النغم وهو ينساب في لحن عذب بجانب ما يكتنف ذلك من حكم وأمثلة وأدعية وحنين للأهل والوطن درج على سماعها البحارة فكانت بالنسبة لهم جزءا لا يتجزأ من سير حركة العمل بمصاحبة نوع من الغناء الذي يعينهم على تحمل عناء وجهد ومشقة العمل، مؤسسا بذلك أحد أهم الروافد الثقافية التي أسهمت في نشأة معظم أشكال الغناء والموسيقى والفنون الشعبية في قطر ومنطقة الخليج العربي.

ويساهم فن (النهمة) في المحافظة على التراث الغنائي البحري والبري، القطري والخليجي، اذ يشكل الموروث الموسيقي والفلكلور الغنائي البحري والبري لقطر ودول الخليج العربي رافداً مهماً يثري فن الغناء لتلك المنطقة، كما يعد مصدر إلهام لكبار الملحنين والموسيقيين.
يشار إلى أن فن النهمة ازدهر خلال رحلات الصيد والغوص على اللؤلؤ؛ حيث ساهم في ظهور النهّام الذي احترف الغناء والإنشاد للترويح عن البحارة على ظهر السفينة وإضفاء البهجة والحماس في نفوسهم، ليعينهم على تحمل عناء وجهد ومشقة العمل .

عن موقع الوطن القطري (بتصرف)