ماحدث في سوريا، زلزال سياسي وعسكري،أحدث خللاً في البنية السياسية والاجتماعية في المنطقة عامة،والعراق خاصة،فمن قاد التغيير في سوريا،هم جماعات(كانت إسلاموية متطرفة)،تحت قيادة جبهة النصرة بقيادة احمد الجولاني، قبل أن تتوّحد مع الجيش الحر(علماني ) ،وتصبّح جبهة تحرير الشام ،وبدعم تركي معلن وأمريكي غير معلن،وتدخل دمشق فاتحة عهداً جديداً بلا بشارالاسد،ولكن هذه التغيير له تداعياته على المنطقة كلها، وخاصة العراق،فهو أنهى المشروع الإيراني الكوني والديني التوسعي،في عموم المنطقة،وأنهى أي تواجد لحزب الله والحرس الثوري، والفصائل الولائية الخاضعة ،لأوامر المرشد الايراني في سوريا،وهذا ما جعل قادة طهران، في موقف حرج أمام العالم، وأمام أذرعها في المنطقة ،وأفقدهم صوابهم، والدليل تصريحاتهم وتدخلاتهم في الشأن السوري ،( المرشد الاعلى وقائد فيلق القدس ووزير الدفاع ومستشار المرشد وغيرهم)، لتقويض الوضع الأمني والسياسي في سوريا،وإشعال البعد الطائفي لحرب طائفية ،كما حصل في العراق ايام الغزوعام 2006 ، وصولاً لحرب طائفية وعرقية في المدن السورية، وقد نجحوا في ذلك ،بخروج العلويين وشيعة سوريا في تظاهرات ،تردد شعارات طائفية، بعد أن أشعلت إيران فتيلها بتصريح أحد قادتها ،والقيام بحرق أحد أضرحة سوريا العلوية،وإعتقال قادة عسكريين تابعين لنظام الاسد،وظهور رجال دين يحرضون على المواجهة ،مع قيادة هيئة تحرير الشام،لكن مايهمنا ليست إيران ومشروعها التوسعي ،الذي سقط الى الأبد،يهمنا الوضع العراقي، وتداعيات ماحصل في سوريا من تغيير النظام على العراق،فمنذ (التغييرفي سوريا)،وتصريحات رسمية وحزبية عراقية متطرفة ،يطلقها زعماء الإطار التنسيقي،مثل( اذا سقطت دمشق سأقود الجيش واروح اقاتل )، أو ( لن تسيى زينب مرتين)، أو (الامام اللي مايشور يسمونة ابو خركة)،وغيرها من التصريحات التي تحرّض على الذهاب الى سوريا ،ومواجهة هيئة تحرير الشام دعماً لنظام الاسد ،قبل ان يسقط، ولكن بسقوطه ، إنهار ذلك الصوت المبحوح وإختفت (همبلاتهم) ومن يهاجم ويهدد،اليوم يشهد العراق حراك سياسي حكومي، يقوده السيد السوداني بواقعية، بعيداً عن تطرف الإطار التنسيقي، وخضوعه للقرار الإيراني السياسي، بدون رضا وموافقة زعماء الإطار التنسيقي، لمعالجة الموقف العراقي السياسي المتخبّط والفوضوي، فأرسل مدير جهاز المخابرات، لمعالجة عدة ملفات أمنية ومخابراتية ،غاية في الأهمية والخطورة على العراق وسياسيي العراق، ومن هذه الملفات ،ضبط الحدود بين العراق وسوريا من خطر داعش، وضبط سجون داعش (الهول وغويران)،والتنسيق بينهما،إعطاء تطمينات للقيادة السورية، بعدم التدخل في الشوؤن السياسية،وهناك ملفات مخابراتية وإستخبارية خطيرة، لسياسيين جندهم النظام أيام المعارضة لصالحه ضد العراق قتل فيها عراقيون،بإختصار زيارة الوفد العراق هي رسالة قوية تؤكد إعتراف حكومة العراق ،بالوضع الجديد والتغيير بسوريا، وفتح باب التعاون بين الطرفين لصالح الشعب وإحترام سيادة الدولتين ،بإعتقادي مبادرة السوداني بإرسال وفده لدمشق، مبادرة قوية وحكيمة وواقعة أيضا،قد تطفيء نار حرب بين الطرفين، لو إستمرت التوترات والتهديدات من بعض زعماء الإطار،وبمبادرته هذه تلقى السوداني نقداً مباشراً من الإطار،وإعتبروه خروجاً عن قرار الإطار، وتحدياً لبرنامجه السياسي المعادي للتغيير في سوريا،ولإلقاء نظرة على الوضع السياسي العراقي، وموقف الكتل السياسية الأخرى المشاركة في السلطة، فقط يتفاوتون في مواقفهم بخصوص التغيير، فالإطار واضح موقفه العدائي( الطائفي) ضد ما حدث، في حين رحبت بقية الكتل السياسية كلها في التغيير، ولكن يبقى التأجيج الطائفي للشارع العراقي،ضد ماحصل في سوريا هاجساً ومنهجاً ،يدخل العراق في صراع طائفي في العراق،له إرتداداته السياسية والاجتماعية،لاسيما وأن تنظيم داعش الإرهابي ،يتربّص وينتظر الفرصة، للقيام بهجوم على الاراضي العراقية من سوريا ،تزامنا مع فلوله في الداخل،وما هدد به قادة الحرس الثوري الايراني ،من ان هناك(11 الف ) داعشي، يهددون أمن وإستقرار العراق ،هو رسالة لزعزعة الأمن في العراق، ورسالة تخويّف وتهدّيد، وإشاعة الفوضى في العراق،ما نريد قوله رداً على هكذا تصريحات ، هو أن الإستحضارات العسكرية والإعلامية والأمنية العراقية المحكمة على الحدود مع سوريا ، كلها تؤكد وعلى الارض ،أن العراق عصي على الإختراق،وأن جبهته الداخلية قوية جداً،بوجه أي تحرك أو تصريح معادٍ لنشر الفوضى ، وتأتي هذه الإستحضارات الحكومية ،نتيجة إستعادة الثقة بين الشعب والحكومة، بخصوص مواجهة داعش ودحره، وأن سيناريو عام (2014)، لم ولن يتكرر في المدن الغربية ،التي يعدّها أعداء العراق ورقة رابحة لعودة داعش ،لإثارة الشحن الطائفي ، العراقيون وعوا اللعبة القذرة، لكل من تسوّل له نفسه إعادة الفوضى الى مدننا وعراقنا، وتفويت الفرصة عليهم،ولكن ايضا ماحصل في سوريا من تغييرسياسي، تعمل أمريكا على نقله الى العراق ، ولكن ليس بالانقلاب العسكري أو الثورة على النظام ،كما حصل بسورية ، وأنا أسميه( التغيير الناعم) ، أي إعادة تصحيح العملية السياسية سلمياًكما تشير كل الاحداث والتصريحات والزيارات للعراق ، وهذا ماتريده وتعمل عليه وتصرح به حكومة ترمب، الذي ستستلم الحكم بعد أيام، كما أعلنت في برنامجها الانتحابي وهي( فرض السلام في منطقة الشرق الاوسط ولو بالقوة ،والقضاء على السلاح المنفلت)،إذن هناك تغييرات جيوسياسية أكيدة في المنطقة،منها في سوريا ، بعد إنهاء الحرب بين (قسد) المدعومة أمريكيا ،وبين فصائل تابعة لتركيا ،وضبط تحجيم داعش والقضاء عليه ، وفي العراق ضبط الفصائل المسلحة الولائية ،التي أعلن قسم منها توقف عمليات المسلحة ضد امريكا واسرائيل،وكذلك قضية الحشد الشعبي، الذي يراد دمجه في الجيش ،وزيارات ممثل الامين العام للامم المتحدة المكوكية ،للمرجع الاعلى في النجف ،كانت لهذا الغرض ،وقد أوضح بيان المرجع الاعلى عدم تدخله في شؤون الحكومة، نائياً بنفسه عن الخوض بحلّ الحشد او دمجه في الجيش،وإن ما صدر من فتوى كفائية منه سابقاً، كانت واضحة أنها تساند الجيش وتأتمر بقراراته ،وليست خارجة أو منفصلة عنه او غير خاضعة له ،ولكن الأخطر من هذا ،هو رفض الإطار التنسيقي وبعض زعاماته من قراءة المشهد السياسي جيداً، والإنحناء لرياح التغيير الامريكية – التركية – الاسرائيلية في المنطقة، وإتخاذ مواقف كالتي إتخذها حزب الله في لبنان، فخسر جميع قادته وتدمر بنيته التحتية، ونزوح الملايين من شعبه ،لانريد تكرار ماحصل في لبنان ومدن غزة ، ويجب على الإطار التنسيقي، وضع مصير الشعب العراقي في ميزان العقل والحكمة ،والإستفادة من الدرس اللبناني والفلسطيني ، هذا كل مايريده شعب العراق،لاتدخل في سوريا، إعادة النظر في العملية السياسية الفاسدة والفاشلة ،منذ عشرين سنة، ووضعها في المسار السلمي الحقيقي ،بعيداً عن روح الثأر والانتقام وشهوة الدم ، والإستفادة من تجارب الشعوب، وأقربها قيادة الاقليم بقيادة الحكيم مسعود البرازاني، والاتجاه نحو الاعمار والتنمية ،وفرض هيبة القانون وفرض العدالة ،وحقوق المواطنة الاجتماعية،العراق يجب ان يخرج من التخبط السياسي والفوضى السياسية وتصحيح مسار العراق، نحو الاستقرار وتوحيد الكلمة والرأي أن العراق أولاً وسواه ولاء،وبغير هذا سيبقى العراق ان سمح لاي تدخل اجنبي ، سيبقى مشروعا لحرب اهلية طائفية الى ما لا نهاية وهذا مايريده بالبضبط أعداء العراق فإتعظوا يا أهل العراق وتوحدوا فالخطر يستهدف الجميع ولاة ساعة مندم…!!!!!