العراق يعيش حالة الحرب الأهلية الطائفية بمعنى الكلمة ،وقاد هذه الحرب وأجج ويؤجج أوارها بشكل علني نوري المالكي وميليشيات الحشد الشعبي وحزب وعصابة نوري جناجة ،وبدعم وإشراف وتوجيه ولي الفقيه مباشرة،وهذا لم يعد اتهاما ،وإنما حقيقة ماثلة على الأرض وعلى لسان قادة الأحزاب المشاركة في السلطة ولسان رئيس الوزراء حيدر ألعبادي نفسه،هذه الحرب أكلت الأخضر واليابس ومازالت نيرانها تتصاعد على أيدي جلاوزة نوري جناجة وبإصرار عجيب ،حتى ظهرت لنا وكرد على هذه الحرب الطائفية تنظيمات الدولة الإسلامية داعش،وسيطرت على الانبار وديالى والموصل وصلاح الدين ،وكلنا يتذكر الاعتصامات السلمية في هذه المحافظات المنتفضة ،والتي كانت تطالب بحقوقها المشروعة كما اعترف بها نوري جناجة نفسه في أكثر من خطاب طائفي ،ووصفها (بالنتنة وحرب بين أنصار الحسين وأنصار يزيد وبيننا وبينهم بحر من الدم ولم ينس اعترافه بهذه الحقوق )، وتفاقم الأمر وطالت الاعتصامات بعد جرائم وحماقات ارتكبها المالكي بالهجوم على هذه الساحات،وقتل المئات في الفلوجة والحويجة والموصل وديالى وغيرها،ولولا هذه الحماقات لما ظهرت علينا داعش وسلمها نوري أفندي محافظات بأكملها بين ليلة وضحاها، جيشه الهارب تاركا أسلحته الثقيلة والخفيفة والصواريخ والدبابات والهمرات وهربوا بملابسهم الداخلية الى إقليم كردستان ،وكانت قوة داعش التي هرب أمامها جيشه آنذاك تبلغ 200 عنصر بسلاح خفيف وبيكبات صغيرة عذارى ،وكان قبلها شن هجوما سماه كبيرا بحجة القضاء على داعش في الانبار والهدف كان شرارة إنهاء الاعتصامات وليس داعش،فارتدت إليه سهام داعش وهزم وطرد هو وجيشه شر طرده وأصبحت المعارك داخل الانبار بعد أن كانت في صحرائها ،قبل أن تسقط الموصل بأسابيع ،اليوم اختلف اسم العدو أمس كان داعش ،واليوم أصبح (حيدوري ارحل ارحل) مع تهديدات مباشرة لرئيس الوزراء من قبل العامري الخزعلي وكتائب حركة الله وغيرها ،إذن الحرب أصبحت مكشوفة الأبعاد(لإحداث انقلاب عسكري)،
طرفها الأول نوري وميليشياته وإيران ،وطرفها الثاني حيدر ألعبادي وحكومته وأحزاب السلطة التحالف الكردستاني والمواطن ومتحدون والعربية واتحاد القوى ،وكل هؤلاء مجتمعين عدوهم داعش ،والشعب العراقي كله ،يتفرج ويدفع ثمنا باهضا وانهرا من الدماء الزكية كل يوم ،بين قتيل ومهجر ومعتقل ،في كل المحافظات العراقية دون استثناء بما فيهم أبناء الحشد الشعبي أليسوا عراقيين مغرر بهم كما مغرر بأهل السنة من داعش،الدم الذي يجري عراقيا خالصا ،شيعيا كان ام سنيا ،0حسب توصيفهم اللعين الذي أوصل العراق الى هذه الحرب الطائفية)،نعود الى محنة العراق فنقول،ان العراق يعيش بين فكي الإرهاب الداعشي الميليشياوي أليس كذلك وهما منتج أمريكي صهيوني فارسي لتدمير المنطقة كلها ،وليس بعيدا عن ما يجري في العراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيبا،فالعراق الدماء تسيل بفعل الاحتراب السياسي وليس المجتمعي الطائفي (شاهدنا كيف يستقبل أهلنا الشيعة في الشعلة والصدر أهل الانبار بكل محبة وخجل لما يلاقوه من الميليشيات وداعش)،،لكن الخطر الأكبر الذي يهدد العراق بالمحو من الخارطة هو إرهاب الميليشيات التي تديرها وتسلحها وتقودها إيران لتدمير العراق ،بنفس الطريقة التي تدير بها جماعة الحوثيين في اليمن لغرض السيطرة والتوسع او تدمير المنطقة وإدخالها في الحرب الأهلية الطائفية لعقود طويلة ،إذن الهدف تدمير المنطقة بأيد أهلها هذا هو السيناريو الإيراني في المنطقة ،وهو نفس السيناريو الأمريكي يلتقون في الأهداف ويختلفون في التطبيق،أمريكا تدعم وتسلح التنظيمات الإسلامية المتطرفة في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان،وإيران تسلح وتدعم الميليشيات في هذه الدول لحساب أجندتها السياسية ومشروعها الكوني الديني في التمدد ألصفوي،ومن يدير هذا المشروع في العراق هو نوري المالكي ،ومنذ ان كان رئيسا للوزراء عندما حول الأرصدة والذهب من البنوك العراقية الى إيران واصدر أوامر إلقاء القبض على أنزه وأنظف محافظ للبنوك في العالم سنان الشبيبي ونائبه مظفر محمد صالح ،وأسس الحشد الطائفي بحجة حماية المراقد بفتوى من مرجعية النجف السيد علي السيستاني،فيما يدير عبد الملك الحوثي المشروع الإيراني في اليمن ويقوده الى الحرب الأهلية الطائفية التي تشهدها اليمن ،ويقود نفس المشروع حسن نصر الله في لبنان ،إذن علينا كشعب ان ننتبه لهذه المشاريع الجهنمية التي تدمر البلاد وتنشر الموت والخراب فيها ،واجزم ان شعبنا العربي قد أدرك المخططات الإيرانية المشبوهة،وسيقبرها مهما كانت قوتها والتضحيات التي تتطلب لإخمادها،أما في العراق ،فان حيدر ألعبادي في ورطة حقيقية،وفي مأزق حقيقي بين فكي رحى الميليشيات ورحى داعش وخطره الداهم له،أمس واليوم خرجت تظاهرات عارمة دفعها وهيئها وحرض لها نوري المالكي شخصيا هو وحزبه ،خرجت تطالب بإقالة ألعبادي ووزير دفاعه،في حين هدد زعيم ميليشيا بدر هادي العامري وقيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق وكتائب حركة الله العراقية حيدر ألعبادي وحكومته أن ،(يتحركوا) ،ويغيروا نهجهم ويوافقوا على مشاركة الحشد الشعبي في (تحرير الانبار والموصل)،وحذروه من التعامل مع الأمريكان وتحالفهم(تصوروا المهزلة وينسون من أتى بهم وجعلهم دولة داخل دولة )،هؤلاء ناكرو الجميل الأمريكي (تستأهل إدارة اوباما العاهرة )،
عندما جعلتهم قوة عسكرية كبيرة تهدد حكومة اختارتها هي بنفسها لتهددها الميليشيات،المشهد يزداد تصاعدا نحو الانهيار،والذي يعمل عليه المالكي منذ سنة للعودة للحكم ،بفضل الميليشيات التي يدافع عنها ألعبادي قبل يومين،اليوم تهتف لإزاحته عن السلطة وتطالبه بالاستقالة ،وتنادي ارحل ارحل حيدوري،ونحن نقول اللهم لا شماتة يا حيدر ألعبادي قلنا لك بعد استلامك السلطة لا تعتمد على الميليشيات اعتمد على التغيير وورقة الاتفاق السياسي الموقعة بينك وبين اتحاد القوى الوطنية، واعد حقوق الناس وحقق المصالحة الوطنية الحقيقية لا المزيفة المخادعة (مالت نوري جناجة) التي كان يضحك بها على السذج أمثاله،لقد سبق السيف العذل كما يقال ،وأصبحت الميليشيات دولة داخل دولة ،بل وأقوى من دولتك ،وهكذا سيبقى العراق بين فكي الإرهاب إلى أن يشاء الله…