18 ديسمبر، 2024 11:02 م

العراق بين سايكس بيكو ودوغلاس فايت

العراق بين سايكس بيكو ودوغلاس فايت

الاحداث الاستثنائية الصعبة المصيرية التي يعيشها عراقنا في مواجهة الهجمة الشرسة التي تعاضدت بها اقطاب قوى الشر لتحقيق مآربهم في تمزيق نسيجه المجتمعي تحت عناوين طائفية وعرقية لأضعافه واخراجه من معادلة القوى الفاعلة في المنطقة ،  كانت متوقعة وليس مفاجأة حيث سبق  العديد من تسريبات لدوائر عديدة تتحدث بالتفاصيل عن الخطط والاستعدادات الموضوعة لاشعال الساحة العراقية ووجوب أخضاعه بالدخول في لعبة التأمر الدولية المفضوحة والمرسومة أهدافها من قبل الدوائر السوداء لمخابرات بعض دول المنطقة في رسم خارطة تقسيم  جديدة للمنطقة وفق مصالح تلك الدول المتنفذة ، وكان من عوامل التعجيل لتنفيذ تلك المخططات باختلاق هذه الأزمة وتداعياتها الخطيرة ، محاولة مكشوفة لاسقاط العملية السياسية برمتها وافشال اليات شرعيتها  الديمقراطية بعد نجاح الانتخابات البرلمانية الاخيرة والعمل على تمييع نتائجها والقفز عليها  ، من خلال خلط الاوراق وتهيئة الارضية للكتل السياسية لإبرام الاتفاقيات وفق مبدأ الاضطرارية او الضرورة الملحة خارج نطاق استحقاقات نتائج الانتخابات وخارج الضوابط الدستورية  وبضغوط التدخلات الخارجية ، بعدها تسلك الطرق للعبور الى الهدف المنشود ( التقسيم ) ،  لايمكن ان يحدث ذلك الا من خلال افتعال ازمة بحجم اهدافها ، عليه لابد من اادخال العراق في خضم دوامة النار الدموية  وفق نظرية (دوغلاس فايث) الفوضى الخلاقة او البناءة  ، خصوصا بعد نجاحها في بعض دول الإقليم وما آلت اليه الاوضاع فيها من نتائج كارثية  في اشعال نزاعات  أهلية مستمرة ، لذا ان الاحداث التي يشهدها عراقنا واضح محركها ومسببها وادواتها واهدافها ، لاتحتاج الى تحليل او اجتهادات او تأويل ، كشفت خيوطها  ملامح مشروع التقسيم وفق خطة (سايكس بيكو الجديد) على الاسس الطائفية والعرقية ، لذا نرى اليوم اعلان  بعض السياسيين  صراحة وبجرأة ومناداتهم بالتقسيم باعتباره الحل الأوحد والمنفذ المنقذ للخروج من سعير الأزمة المختلقة والا الوعيد والتهديد باستمرار مسلسل  ازهاق أرواح العراقيين دون هداوة ، متناسين ان كلمة التقسيم في ابجدية لغة العراقيين خط احمر وتندرج تحت عنوان الخيانة الوطنية ، لكن اميط اللثام و (حصص الحق ) .