22 ديسمبر، 2024 8:37 م

العراق بين اليأس والأمل

العراق بين اليأس والأمل

يكاد كل شيء اليوم في العراق يسير ضد العراق، مما يجعل الكثيرين يعيشون مشاعر الإحباط وخيبة الأمل وتسرب اليأس إلى النفوس من جديد، بعدما عقدت الآمال على ثورة تشرين، ثم على مصطفى الكاظمي.

لكن الذي عمل وما زال يعمل بالاتجاه المعاكس لتطلعات العراقيين مجموعة عناصر:

أحزاب الإسلام السياسي.
حيتان الفساد.
دولة ولاية الفقيه الخامنئية التوسعية.
الميليشيات الشيعسلاموية الولائية.
ضعف أو غياب الدولة.
الانهيار الأمني.
الانهيار الاقتصادي.
جائحة كورونا.
صعوبة مواجهة الكاظمي لكل تلك التحديات والعقبات.

إذن أين يكمن الأمل بعد كل هذا؟

الأمل بتقدير البعض أو البعض الآخر منا يكمن في بضعة عناصر، وكل منها ليست موضع إجماع، أهمها الآتي ذكرها:

توقع انبعاث الثورة مجددا بقدر أكبر من العنفوان والتصعيد والإرادة والتصميم عندما تأتي اللحظة المواتية، وهذا هو العامل الرئيس الذي يعول عليه بالدرجة الأولى.
الكاظمي، لأن الواضح أنه يريد التغيير، وإن كان يبدو حتى الآن عاجزا، لكنه يمكن أن يتجاوز العقبات تدريجيا، أو يستفيد من تجدد الثورة، فتكون الثورة داعمة له، ويكون داعما للثورة.
اصطفاف القوات العسكرية الوطنية والقوات الأمنية مع الثورة ومع الكاظمي، على الأقل بأداء دورها في حماية الثوار.
دعم الأمريكان لمصلحة يرونها لهم في التغيير، على الأقل من أجل إنهاء النفوذ الإيراني.
توصل العالم إلى لقاح ضد كورونا وعلاج له.
حتمية التاريخ التي تنبئنا أنه في النتيجة لن يصح إلا الصحيح ولن يبقى إلا الأصلح، طال أو قصر الأمد حتى تفعيل حتمية التاريخ لدورها في العراق، والتي حتما لا تشتغل لوحدها، بل بتظافر عوامل من بعض أو كل مما ذكر، أو غيرها.

وأؤكد على أن هذه العناصر أو بعضها تبعث عند البعض أو الآخر بصيصا من الأمل، بقطع النظر عن قناعتي ابتداءً. بلا شك إني وكثيرين مثلي ضد تدخل الجيش، وضد العودة إلى الانقلابات العسكرية، لما تختزن من مخاطر، كما لا يمكن للكثيرين منا التعويل على الأمريكان، ولكن قد يرى البعض التعويل عليهم كعامل مساعد لكنه مهم وليس أساسي، ذلك ليس من قبيل الثقة بالأمريكان، والاعتقاد بأنهم يريدون تقديم خدمة مجانية للشعب العراقي، ولسواد عيون العراقيين، وإنما إذا ما رأوا أن التغيير في العراق سيحقق لهم مصالح مهمة، وأهمها إضعاف دور إيران في المنطقة، لأن هذا النفوذ إذا انتهى في العراق، سيكون إنهاؤه أيسر في لبنان وسوريا واليمين، ولو مع وجوب إنهاء الدور السعودي هناك أيضا، مما لا تتبناه أمريكا. ولكن هذا يجب – إذا ما حصل – أن يحصل في عهد دونالد ترامپ، رغم أنه بتقديري أسوأ رئيس أمريكي عاصرناه، لكن لو آلت رئاسة الولايات المتحدة إلى الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية آخر هذه السنة، وإن كان ذلك أصلح للعالم، لكن الديمقراطيين أميل إلى عدم حشر أمريكا في شؤون دول العالم، إلا أن ذلك ربما يكون أقل نفعا للعراق، وإذا ما رأى ترامپ إن هذا سيمنحه فرصة أكبر للفوز بالانتخابات، فسيقوم بذلك، أي سيكون ذلك خلال الأشهر الثلاثة القادمة. ولا ينبغي أن يفهم أن يكون العامل الأمريكي مباشرا كما حصل عام 2003، وإنما على نحو آخر.

والعنصران الأهم برأيي تجدد الثورة وحتمية التاريخ. وكما قلنا حتمية التاريخ لا تشتغل وحدها، بل نتائجها خاضعة لمقدماتها، وإن كانت تخفي عنا ما هو خارج المقدمات المنظورة، مما يمكن أن يفاجئنا بحدث لم نحسب حسابه، يكون سببا لانعطافة تاريخية مفاجئة وحادة، نتمنى أن تكون لصالح العراق، ولصالح الشعوب.