قالَ عَّزَّ من قائل:” وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إلى عَذَابٍ عَظِيمٍ” سورة التوبة آية 101.
بعد طَرح التحالف الوطني, لورقة التسوية السياسية, التي وُضِعَ لها توقيت مسبق, ما بعد تحرير الموصل, كي تتمخض النقاشات, عن جدوى حقيقية, لوضع اللبنة الرصينة, من أجل بناء دولة مؤسسات, لا تحكمها سياسة الطائفية والعرقية, أو الطائفية والغاء المحاصصة, لإنهاء الأزمات المتعاقبة, التي أنهكت العراق, اقتصادياً واجتماعياً.توالت الأصوات الشاذة, التي لا تريد للعراق خيراً, فقد اعتاد بعض الساسة, على التشكيك في كل مشروع, دون قراءته والتمحيص فيما يجلبه, فسياستهم لا للاطلاع والقراءة الموضوعية, فقد اعتادوا على تمشية مشروع مكان آخر, ومحاولة لي ذراع الطرف المقابل, الأمر الذي جعَلَ العراق يراوح في أزماته, تاركاً أمر بناء الدولة وخدمة المواطن.المعارضة داخل البرلمان أمر جيد, لو مورس بشكل إيجابي حضاري, الغرض منه تقويم الخطأ, لكن ما نراه في المشهد العراقي, هو المعارضة سلبية, لا تسمح لإقرار أي مشروع, لا يُلائمُ مزاج بعضهم, فالمهم بالأمر أن لا يمس الآخرون كتلته, حيث يشعر أولئك, أنهم متكاملي الفِكر, وليسوا كباقي البشر, مع انهم يتصفون بالتعصب الحزبي أو الطائفي .
عقدة توارثها بعض الساسة, فهم يعملون بمبدأ اللعب على الحبلين, فتراهم منغمسين في العملية السياسية, ومشاركين في الحكومة, ومطالبين بحقوقهم, التي لا نعلم ماهي! وليس لها تفسيرٌ إلا أن يحكموا, هم وليس غيرهم, لذلك يرون إما الرجوع للدكتاتورية الصدامية, أو قيادة الإرهاب سياسياً, متناسين أنهم داخل العملية السياسية العراقية, قد دخلوا ضمن دائرة الشمول بالعمليات الإرهابية.
بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً, من سقوط الطاغية, مازالت سياسة المنافسة الرديئة, وممارسة لَي الأذرع, جارية على قدم وساق في العراق, فمتى يفهم بعض الساسة, كيفية التعامل كرجال دولة؟