22 ديسمبر، 2024 9:11 م

العراق بشارب الحرمة.!!

العراق بشارب الحرمة.!!

أختلف كثيراً مع من يقول إن الأمثال تضرب ولا تقاس؛  ولا أعتقد بذلك إطلاقاً،  كون كلام العرب ينطلق عن مفاهيم ومدلولات وعن معرفة تامة،  وإطلاق الامثال لابد أن تكون عن حادث حدث أمامهم؛  وامراً قد وقع فتكون الامثال من صميم تلك الواقعة،  وبقيت تتناقل لنا عبر الأجيال حتى وصلت لنا بشكل مقلوب،  وهو إذ تحدث أحدنا قال”  الأمثال تضرب ولا تقاس”.
خير دليل على ذلك نقل لنا التاريخ عن أمرأه جار عليها زوجها؛  فوقعت بحب رجل يدعا” سيد علي”،  أرادت أن تتخلص من جور زوجها وهذا الرجل يكون فارس أحلامها،  وتقضي ما تبقى من عمرها معه فطلبت الطلاق الخلعي من زوجها،  حتى تتحقق أحلامها وتتزوج” سيد علي”  بإتفاق الطرفين بعد الانفصال يتقدم لها ويتزوجها،  لكن من المؤسف بعد الطلاق بعدة أيام توفي” سيد علي”،  حتى قالت زميلتها المقربة لها(  لا حضت برجيلها ولا أخذت سيد علي).
وأيضاً حادثة أخرى جاءت أمرأه إلى إعرابي يرعى أبل؛  وتقول يا أخ العرب أنا بحماك والحرمة”  بشارب الخير”،  وعندما جاء بها إلى أهلها همست في أذن الإعرابي وقالت له،  تعطيني الإبل وإلا أقول أعتدى على شرفي،  فأضطر الإعرابي أن يحفظ ماء وجهه أمام القبيلة،  وقال أكرمتك هذه الإبل من أجل أن يحافظ على سمعته وكرامته،  فرد عليها بهمس وقال”  الخير بشارب الحرمة”.!!
نحن كعراقيين لا نختلف كثيراً عن تلك المرأة الولهانة بحب عشيقها؛  حيث أرادة أمراً يسعدها فوقعت بخيبة أمل مدى الحياة،  كذلك نحن أردنا أن نتخلص من نظام دكتاتوري  ظالم،  جثم على صدورنا ما يقارب الأربع عقود،  فوقعنا بمشكله أكبر وأشد وطأة؛  حتى وصلنا إلى خيبت أمل بعد نتانة البرلمان،  وما تتفوه به دلالات السياسة،  وما يصدر من قرارات هي في وأد والشعب في وأد أخر.
كذلك المرأة التي جاءت وأخذت إبل الإعرابي؛  وقال لها”  الخير بشارب الحرمة”.!!  حالنا اليوم بعد تصويت البرلمان على العفو العام،  وإقالة وزير الدفاع الذي كشف المفسدين والفاسدين والطائفيين،  بإرادة السارقات والمارقات تحت يافطة الإصلاح ومحاربة الفساد؛  متناسيات فسادهن وسرقاتهن ومعادلتهن السبعة في سبعة،  فالعراقيين اليوم أشبه بالإعرابي الذي أعطى إبله وهو الممنون إلى المرآه السارقة،  ولا يستطيع التفوه بسرقتها” ها نحن اليوم هكذا”.