18 ديسمبر، 2024 8:47 م

العراق …برفع العين لا بكسرها

العراق …برفع العين لا بكسرها

وطني الحبيب … وطني المفدى …ارفع اليك راية حبي مطرزة بحروف اسمك الغالي وانت منذ الازل كينونتي واس وجودي ,غير حب الله ربي العظيم لن يبلغ مدى حبك حب ولن ترتفع في آفاق عواطفي شمس اكثر دفئا واعلى سمو .
وطني احبك وانت في دمي في كل نبضة وفي كل نظرة وفي كل نّفس يديم عليَّ الحياة.
ستقول متسائلا ايها الذي تقرأ السطور :
ماذا …ماذا هناك …اي شيء يوجب ان تكتب هذه الكلمات وتتحدث عن هذه المحبة …؟
اقول في جوابي:
هي كلمة سمعتها وموقف شاهدت جرحت كبرياء وطني ربما تكررت كثيرا ولم تحض حتى بمجرد كلمة او اشارة او لحظة اهتمام فما اكثر الاحاديث والعبارات التي يضيع فيها حق الوطن فضلا عن الافعال التي جعلت صرح البناء صعب المرتقى الا للذين يسكن ارواحهم وطن مفدى.
ماهي تلك الكلمة وما هو ذلك الموقف…………..؟
لاشك ستطلب التوضيح ايها القارئ لهذه السطور ولك الحق في ذلك وها انا اكتب ذلك :
هو مواطن عراقي عاش في هذا الوطن درس فيه ونال شهادة جامعية وعمل بهذه الشهادة محاميا يتابع قضايا الناس ويكلفه الناس بأعمالهم لينجزها لهم ,وقد اوكلت اليه بمراجعة معاملاتها مواطنة عراقية مهاجرة بسبب الظروف التي لا تخفى على احد, مهاجرة منذ سنوات طويلة وهي اليوم تحرص على ان تحظى بالبطاقة الوطنية العراقية وجواز السفر العراقي وهي تعاود السعي الحثيث لتحصل عليهما وتكرر التأكيد على المحامي لتيسير الامر بحسب السياقات القانونية …
هي مواطنة تحب وطنها وان عاشت سنوات وسنوات بعيدة وكنت انا اليوم رفيقها للمراجعة التي تكاد تكون الاخيرة وحين لاحظ المحامي ابتسامتها العريضة وفرحتها في اكتساب البطاقة الوطنية والجواز علق مندهشا بهذه العبارة:
اراك تبالغين بفرحك باكتساب البطاقة الوطنية العراقية وجواز السفر العراقي ….!!!
واضاف موضحا سبب دهشته تلك:
في بلاد المهجر تعيشون برفاهية وتتمتعون بكامل الحقوق التي لا نجد هنا في هذا الوطن عشر معشارها فما الذي يدعوك لاستبدال ذلك النعيم بهذا الواقع الاليم ..فقر وحرمان ونقص في الخدمات وخراب واحتراب وفي كل يوم تراجع وانحدار لا تقدم وازهار.
نظرت اليه وكانت عيناي ترميه بنظرات لو جسدت لكانت نار محرقة لأن تلك الكلمات جرحت وطني ونالت منه وهذه الكلمات لم يقلها اجنبي او عدو او جاهل بل صدرت من رجل عاش في الوطن رغم كل سنوات الالم وهو على درجة من العلم وربما كان حب الوطن اول درس من دروس المدارس العراقية التي درس فيها وواجب حب الوطن قانون له اولوياته في القوانين العراقية وهنا ذكرت الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي كان يلفظ اسم العراق برفع حرف العين وحين سئل عن سبب ذلك قال:
………………….لن اكسر عين العراق………………….
عاش الشاعر الكبير شاعر العرب الاكبر دون منازع مهاجرا ولكن كم من الملوك تمنوا لو يحتضنوه وكم من الرؤساء ارادوه فقط لو يقيم بين ظهرانيهم وكم من العطايا والهدايا والهبات لكنه ابدا كان يئن بصوت حزين منشدا حب العراق برفع العين لا بكسرها.
حييت سفحك عن بعد فحيني يا دجلة الخير يا أم البساتين
حييت سفحك ظمآن الوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين
يا دجلة الخير يا نبعا افارقه على الكراهة بين الحين والحين
محمد مهدي الجواهري شعره ومشاعره وكل ما فيه عراق
…………………..
انه وطني ,وطني العراق هو وطن الجميع فما الخراب بدائم وما الظلام بأبدي وما الحرب والاحتراب والجهل والخراب الا حالات ستزول بإرادة المخلصين لهذا الوطن .
انه داري ,ان مسته يد الخراب سأجتهد لإعماره فيعود قويا مزدهرا مضيئا كما شمس العراق
انه داري ولن اتركه ففيه ولدت وعلى ترابه حييت وفي ترابه سأدفن …وطني الحبيب …وطني المفدى.