من الواضح إن غاية ماتتمناه حکومة حيدر العبادي والاحزاب والفصائل الاکثر إنتفاعا من الاوضاع الحالية في العراق، هو أن تخمد هذه التظاهرات والاعتصامات التي تسود مدن الجنوب والوسط وبغداد، لأنها تعلم بأنها الهدف الاساسي لهذه التظاهرات والاعتصامات، ومن جانب آخر، فإن الجماهير الغاضبة تعلم هي الاخرى جيدا بکذب ومراوغة ومخادعة حکومة العبادي ومن ورائها تلك الاحزاب والفصائل للوفاء بالوعود المعلنة أو التي ستعلن، إذ أنها تعلم بأن تنازلها أمام هذه الجماهير هذه المرة سوف يفتح الباب لمرات ومرات قادمة، ولاغرو بأن النموذج الايراني سيتم تطبيقه في العراق وعلة طريقة واسلوب المثل العراقي الدارج”أواعدك بالوعد وأسقيك ياکمون”.
من الخطأ الکبير جدا الفصل بين الحالة الايرانية والحالة العراقية من حيث التظاهر والمطالبة بالحقوق، فالحالتين تخضعان لجهة واحدة من حيث التحکم والتوجيه والمعاملة وهذه الجهة هي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بنفسه، فهذا النظام شئنا أم أبينا، معني جدا بهذا التطورات ويتابعها عن کثب وبقلق بالغ وهو مشهور جدا بوضع السيناريوهات المشبوهة للتعامل والتعاطي مع التظاهرات والانتفاضات وإن تأريخه وتراثه المشبوه الملئ بالخدع والاکاذيب واللف والدوران وخداع المحتجين خير شاهد عيني على ذلك.
العراق لايمکن أبدا أن تصلح أموره وهو يخضع لحکم أحزاب وفصائل تابعة للنظام الايراني وتأتمر بأمره، ذلك إنها تعمل من أجل ضمان المشروع والمخطط الايراني في العراق والمنطقة وخصوصا من حيث إبقاء العراق قاعدة إرتکاز وإنطلاق لهذا النظام، وحتى إن إختفاء مئات المليارات من أموال بيع النفط العراقي طوال الاعوام ال15 المنصرمة، لايمکن إعتبار إن النظام الايراني لم يکن له من دور في ذلك، خصوصا وإنه المستفيد الاول سياسيا وإقتصاديا من الاوضاع في العراق منذ عام 2003 ولحد الان.
مايجري في إيران حاليا من أحداث وتطورات إستثنائية من إضرابات نوعية وخصوصا إضراب السوق الکبير”بازار طهران”و”سواق الشاحنات” الى جانب الهبوط المريع للريال الايراني والذي وصل الى 115 ألف ريال أمام الدولار وهو کما وصفه الايرانيون هبوط تأريخي غير مسبوق، وقد صار في حکم المٶکد بالنسبة للشعب الايراني من إنه ومن دون تغيير النظام الايراني وإسقاطه کما دعت وتدعو المقاومة الايرانية الى ذلك، فإن أي تغيير إيجابي لن يحصل في إيران، ونفس الامر ينسحب على العراق في ظل التبعية السياسية والفکرية والاقتصادية للنظام الايراني، والتغيير الحقيقي في العراق بقناعتنا يبدأ يوم سقوط النظام الايراني.