الدعوة التي وجّهها سيادة الرئيس الإيراني ” رئيسي ” لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لزيارة طهران ” وبعد ساعاتٍ من تولّي ” رئيسي ” للرئاسة , فهو أمرٌ لافتٌ للنظر بلا شكّ .. قيام سيادة الرئيس برهم صالح ومعالي ” الكاظمي ” بإرسال برقيات تهنئةٍ ” لرئيسي ” فهو أمرٌ طبيعي , لكنّه وفي اعقاب ذلك بقليل , فقيام كلا برهم صالح والكاظمي بإجراء مكالمتين هاتفيّتن مع الرئيس ” رئيسي ” , فكأنَّ ” ما وراءَ الأكمّة ما وراءها ” بما يوحي او يومئ نحوَ توجّهٍ ما لمعالجة او تضميدِ خللٍ جللٍ ” مفترضٍ على الأقل .! ” , لكنّه يشكّل ظاهرةً صحيّةً الى حدٍ ما , ولا تُعرف نتائجها ومداخلاتها ” بغضِّ النظر عن بواطنها في الإعلام ” .!
الى ذلك وغيرِ ذلك كذلك , فمبادرة رئيس مجلس القضاء العراقي السيد فائق زيدان بإرسال برقيةِ تهنئةٍ الى الرئيس رئيسي , فهي مبادرةٌ طيّبة لكنها غير منصوصٍ عليها في فقرات بروتوكول الدبلوماسية ” من مرتبةٍ ادنى الى اعلى ” , بالرغم من إشارةٍ مُؤشّرة بأنّ الرئيس الأيراني كان يُشغل موقع رئيس مجلس القضاء الأعلى في ايران , لكنَّه غادر هذا المنصب وانتهى منه , وهذه الملحوظة التي قد تغدو ملحوظةً اكثر فأكثر , اذا ما قورنت بعدم ارسال رئيس البرلمان العراقي ” الحلبوسي ” لبرقيةِ تهنئةٍ مماثلة للرئيس رئيسي ” لغاية الآن ” , وايضاً عدم قيام سادة وزعماء احزاب الإسلام السياسي ومعهم قادة الفصائل المسلحة بأرسال تهانٍ للرئيس الإيراني الجديد ” لحدّ الآن ولم يفُت الأوان ” , فَإنهمُ من المهنّئين الأوائل ضمنياً وقلبياً وسيكولوجياً وبما يفوق ويتفوّق على اجراءات البروتوكول .!
السرعة البائنة في هذه الإتصالات ” المعلنة عبر الإعلام ” او سواها , تدعو لمضاعفة حالة الترقّب لمجريات ما قد يجري في القريب العاجل , وخصوصاً بما يتعلّق بالوجود الأمريكي المحدود في القواعد الجوية في العراق , والذي يحظى بتأييدٍ من معظم القيادات العسكرية العراقية ” ودونما اسبابٍ سياسية ” لكنما حفاظاً على ديمومة الآلة العسكرية وسلامتها .! , وليسَ دوماً ” العجلةُ من الشيطان ” , وعصرُنا هو عصر السرعة .!