19 ديسمبر، 2024 8:49 ص

العراق  الى اين ؟

العراق  الى اين ؟

شهد العراق حالة من الترقب الشعبي والسياسي على الصعيد الداخلي والخارجي لما ستؤول  اليه احداث الاعتصامات والتظاهرات الشعبية العارمة التي بدأت صيف العام 2015 والمفروض ان تكون قد انتهت بانتهاء اعتصام التيار الصدري  في 31 من اذار هذا العام بعد تقديم السيد العبادي قائمته المغلقة بالتشكيلة الحكومية التكنوقراط (+2)  الى السيد الجبوري رئيس البرلمان مع تشديد السيد الصدر على بقاء التظاهرات كل جمعة لحين استكمال المطالب .
وماذا بعد ؟
هل ان تظاهرات واعتصامات عشرات الالاف من العراقيين قد طالبت بتبديل وزير مكان وزير ( على حد قول احد الرجال كبار السن من المعتصمين – نريد وزارة لابسة – قاط ) بالاشارة الى مصطلح التكنوقراط الذي ابتدأت به الوزارة الاولى وستبتدأ به الثانية كما تسمى اي الحلقة الثانية من هذا المسلسل .
هناك دعوة سابقة منذ مايقارب الست سنوات للدكتور اياد علاوي رئيس القائمة الوطنية ( العراقية في حينها ) بشكيل مجلس اعلى لرسم سياسات البلد الاقتصاية والخارجية والامنية وغيرها وسمي في وقتها مجلس السياسات العليا وتم وأده في مكانه لانه ببساطة لايفيد القوى السلطوية الفاسدة وتجددت نفس الدعوى من علاوي  لتشكيل مجلس انقاذ سياسي شبيه لما طرح مسبقا ولاحظنا توجه غالبية الكتل السياسية اثناء الازمة ومن ضمنها السيد العبادي شخصيا  نحو علاوي ومن ضمنها كتل التحالف الوطني وغيرها  ونسمع يوميا عن هذه التحركات والزيارات يوميا وهذا ما طرح اجابات لعدة تساؤلات كبيرة لدى الشارع السياسي وتوجه شعبي كبير نحو علاوي الذي كانت طروحاته العامة وطروحات حركته المسماة حركة الوفاق الوطني العراقي مطابقة ومؤيدة مئة بالمئة لطروحات الشارع العراقي  ولذلك برز نجم علاوي  في هذه الايام كمرشح قوي لتسلم منصب رئاسة الوزراء في حال سحب الثقة عن العبادي من الاحتمالات المتدوال على السطح وبقوة وذلك لكونه يمثل التيار السياسي الليبرالي المعتدل والحائز على مقبولية كبيرة لدى الشارع العراقي لكونه الخيار الوحيد والاصلح والسياسي الوحيد الذي ليس عليه اي شائبة فساد بكل انواعه ولقوة علاقاته الاقليمية الدولية ولثقله السياسي في العالم .
ربما لا يعي البعض من خطورة الموقف العراقي الراهن فالمشكلة ليست في تبديل فلان الفلاني من حكومة التنكوقراط الاولى فمن بينهم كان على درجة من الكفاءة لربما اكفأ من التشكيلة التي اقترحت , المشكلة في نظام اسس على المحاصصة الحزبية وعلى الفساد السياسي المقيت الذي دمر البناء الحضاري والمجتمعي والثقافي للعراق فليس من المعقول ان تهدر سبعمائة مليار دولار امريكي من عام 2006 ولحد 2014 , المشكلة في اكثر من سبعمائة وكيل وزير واكثر من 5000 مدير عام  واكثر من هذا العدد بالالاف مستشارين . كلنا يعرف ان للوزير مثلا وكلاء على الاكثر اثنان الى ثلاثة فكيف بسبعمائة وكيل وخمسة الاف مدير عام بمكاتبهم وموظفيهم وسواقهم وحماياتهم فكم تكلف الدولة هكذا ميزانية ؟
المطلوب الان اعادة ترتيب ما نريد في بيتنا العراقي وتشكيل جبهة انقاذ وطني سريعة لانقاذ البلد .
ونزيدكم من الشعر بيتا انه في الايام القادمة عند عرض التشكيلة الوزارية المفروضة سندخل في سيناريو اخر وهو عدم التصويت من قبل الكتل لانه ببساطة سيقولون لا تمثلنا .
وبناء على ما تقدم فأن خيار جبهة الانقاذ الوطني الذي طرحه الدكتور علاوي خيار مطروح بشدة في الساحة السياسية العراقية والقاعدة الشعبية التي تؤيد هذا الطرح   ونعيد السؤال .
العراق الى اين ؟
يخطأ من يقول ان الموضوع قد انتهى الان بانتهاء الاعتصامات والتشاور في تشكيل الحكومة .
ان حالة الغليان الشعبي قد وصلت الى حد تبلغ الخطورة فيه لدرجة ان السيطرة على مجريات الامور لن تكون باستطاعة اي قوة سياسية او تيار او دولة الوقوف امامها .
ان الازمة لم تنتهي بل بدأت الان وحيتان الفساد قد كشرت عن انيابها ولكن اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد للظلم ان ينجلي .
وشعبنا يريد الحياة والعزة والكرامة ، ولم شمل اهله فلا خبز بدون كرامة , ولا عز بدون تضحية , ولا راية بدون قائد .
عاش العراق حرا ابيا  عربيا وعاش اهله وناسه الاكارم وجاء الوقت لكي تعاد لنا الكرامة ونرفع الرأس لاننا عراقيين ببساطة هيهات منا الا ان يكون الرأس عالي و مرفوع ، والصوت مسموع .( من هنا البداية )) وللحديث بقية  # شعب العراق ينتصر

أحدث المقالات

أحدث المقالات