23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

العراق الى اين ؟‎

العراق الى اين ؟‎

عندما يتفشى الجهل وتتوغل الأمية عميقا بالمجتمع وتكون الغيبيات أكثر تحكما بالجماهير نتيجة الاضطهاد وفقدان الرؤية الواضحة للمستقبل القريب ,  ( مثلما فعلت الاحزاب الاسلامية عندما استعانت بالمحتل من أجل تغيير نظام صدام وأدخلت البلاد بنفق مظلم وبحر من الدماء  )    تتمسك هذه الجماهير الأكثر تضررا بأسرع الحلول وأن كانت شكلية  وهذا مايعلل تصدر مقتدى الصدر للمشهد السياسي ،

 الجماهير العربية خرجت بالربيع العربي  خرجت خروخ عفوي للمطالبة بتحسين اوضاعها المعاشية وتوفير فرص عمل تحت شعار المساواة والعدالة الاجتماعية ولا اعتقد انها كانت تسعى لاسقاط انظمة شمولية لانها كانت تعتقد ان هذه الانظمة لايمكن تغييرها لانها محمية بجيوش من الامن والمخابرات والحرس الخاص يضاف لها الحماية الاجنبية ,  لكن اتضح ان الانظمة متآكلة من الداخل مما شجع المتظاهرين على رفع سقف مطاليبهم ,  لم تكن غير الاحزاب الاسلامية مهيأة لاستلام السلطة وذلك للسببين اولهما ان الانظمة العربية كانت تخشى من الاحزاب اليسارية والعلمانية ووجهت كل قوتها في قمعهما وافرطت بذلك بحيث اصبحت الساحة السياسية  شبه خالية منهما . ثانيا ان  الدول الاقليمية والانظمة العربية التي لم يشملها الربيع العربي كانت تدعم القوى الاسلامية بقوة فقدمتهما بديل للانظمة المنهارة وهذا ماحصل في تونس ومصر  واليمن ومايحصل بسوريا وليبيا والعراق  . وكان كل من ايران وتركيا والسعودية الدور الرئيسي  في كل دولة  من الدول التي ذكرناها .
أمام العراق اكثر من سيناريو , السيناريو المصر ي, السيناريو السوري , السيناريو اليمني , والمنتج الرئيس لهذه السينورياهات هو التدخل  والدعم الخارجيان ,  وشاهدنا كيف تم توقف الدعم الخارجي عادت الامور الى سابق عهدها , بشار الاسد الان اكثر امن واستقرار , مصر  افضل  بكثير من عهد مرسي , و في اليمن عادت صور علي صالح ترفعها الجماهير .
عندما يتوقف الدعم الايراني  والتركي للاحزاب الاسلامية بالعراق ستتغير الصورة تماما وسيكون الوضع بالعراق اكثر استقرار , حينها سيكون للشعب العراقي كلمته ويستطيع ان يضع خارطة طريق ناجحة , قد يكون السيد الصدر هو مفتاح الحل بالعراق الا أنه  حل مؤقت وهذا ماقدمته لنا تجارب تونس ومصر . ‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية