منذ انتهاء عملية الإنتخابات النيابية في شهر تشرين اول \ اكتوبر من العام الماضي والى غاية الآن وما بعد الآن , فالقاسم المشترك الأعظم في او بين القنوات الفضائية العراقية وفي السوشيال ميديا , وهو مايشكلّ ايضا مركز الثقل في البرامج والأخبار السياسية , فإنّما يتمحور في نقل ومناقشة تصريحات قياديين من الإطار التنسيقي والتيار الصدري , واستضافتهم وليغدو السجال الساخن , حين تكون الإستضافة المتلفزة مشتركةً من كلا الجانبين , ودونما اكتراثٍ لما يحدثه ذلك من تراكم المَلَل لدى الجمهور وعدم الإكتراث للإصغاء والمتابعة لمثل هذه السجالات , رغم ما يشكّله ذلك من ظاهرةٍ اعلامية من المفترض ان تكون طبيعية , لكنّ أن يمتد هذا المشهد لنحو 9 شهور والى أمدٍ آخرٍ غير معروف , فهذا هو اللاطبيعي الذي لم تسبقه سابقة , والذي يدور حول نفسه ويعاود الدوران في نقاشاتٍ عقيمة او مصابة بالعقم حول ارجحية هذا الطرف اوالطرف المقابل في استحقاق تشكيل الحكومة وافتراش سدّة السلطة , مع أخذٍ بنظر الإعتبار في استضافة محللين سياسيين مفترضين عبر قيامهم بتحليلات مختبريةٍ – سياسية لرؤى وآراء الجانبين المتصارعين , وبمعزلٍ ودونما اعتبارٍ للمتغيرات والتطورات الجارية في المنطقة وفي العالم ” وخصوصاً في الإجتماعات الخاصة بين زعماء دول المنطقة ووزراء خارجيتها , وربما رؤساء اجهزة المخابرات فيها ” وما قد ينعكس او يفرزه ذلك بالشأن العراقي , وكأنّ السادة الإطاريين ونظراءهم من التيار لا علاقة لهم بمجريات ما يجري .!
مع حالة الجمود السياسي – الإعلامي القائمة , والتي كأنها في حالة تخثّر واقرب الى التخمّر , فقد اشتعلت النيران الخافتة فجأةً يوم الأول من امس عبر التصريحات المتضاربة والمتناقضة لقياديين من التيار الصدري وخلال الأربع وعشرين ساعة من ذلك اليوم حول إقامة تظاهرات والغاء التظاهرات , والتلويح والتلميح بلهجةٍ مشددة او بنكهةٍ ” بلا نكهة ” حول سبلٍ غير تقليدية او نظامية لسُبل الإصلاح المقبلة .! والتي لها ما لها من دلالاتٍ وأبعاد , حيث حسمها الأستاذ مقتدى الصدر بدعوته الى إقامة صلاة الجماعة في القريب العاجل .!
ثُمّ , وبغضِّ نظرٍ ما ” ولو بشكلٍ مؤقت ” عمّا انطلق من تصريحاتٍ ليوم السبت الماضي , فإنّ ما ينطلق من احتداد واشتداد تصريحات السادة في ” الإطار ” حول الدَنوّ والإقتراب ” لمسافةٍ ما ” في تشكيل تشكيلة الحكومة الجديدة , فَلَمْ يجرِ العثور عليه بَعد ! في عموم حسابات الرؤى الجماهيرية , ولا حتى في موازين الإعلام والعلوم السياسية الأكاديمية , حتى لو كان ذلك صائباً الى حدٍ ما .!