يقول الخبر الأول إن السيد قاسم سليماني وصل بغداد بهدف حثّ الأحزاب الشيعية على الاتحاد لتشكيل الحكومة القادمة ، ويؤكد الخبر الثاني أنّ الأحزاب الكردية استنجدت بالمستر ترامب فأرسل مبعوثه ماكغورك لتنقية الأجواء ، الخبر الثالث ظريف وطريف حيث تسعى من خلاله الأحزاب السُنية إلى دعم الرياض والدوحة لمساعدتها في الحصول على مكاسب أكبر ، الخبر الأخير له شجن خاص ، حيث طالبت الأحزاب التركمانيّة من السلطان أردوغان التدخل حتى وإن اضطر إلى إرسال قوات إضافيه ! ووسط هذه الأخبار السعيدة كان هناك خبران مرّا مرور الكرام ، الأول قام به الشيخ محمد بن راشد حيث منح جائزته الكبرى إلى العراقية سهام جرجيس لمساعدتها في مشروعها الإنساني للتخفيف عن معاناة عوائل المشردين في بلاد النهرين التي كانت قبل أربعة عقود تقدّم مساعدات إلى دولة الإمارات العربية . الخبر الثاني كان بطله بابا الفاتيكان حيث تبرّع بإعادة بناء مساكن تهدّمت في الموصل .
يا سادة مبارك عليكم سليماني وتميم وأردوغان وسبهان ، لكن ماذا عن الناس التي خرجت للانتخابات ترفض عودة حنان الفتلاوي وعباس البياتي ومحمد الكربولي وسليم الجبوري وعلي العلاق ومعهم مجموعة من الفاشلين الذين تسبّبوا في ضياع أحلام الناس ، فيما تصرّ مفوضية الانتخابات على أن لا استقرار ولا تقدُّم من دون كوميديّات عباس البياتي ، وصراخ حنان الفتلاوي وطائفيّة محمد الكربولي .
لست خبيراً في شؤون السياسة ، ولا في ستراتيجيّات الدول الصاعدة نحو الديمقراطية ، لكنني أقول وأصرّ على القول إنّ تدخل الجيران في شؤون العراق كان السبب في أن نحظى بالمراكز الاولى في عدد المشرّدين، وندخل موسوعة غينيس في أعداد السراق والانتهازيين !
طبعا لا أحد يمكن له أن يصادر حقّ إيران في أن تدافع عن مصالحها القومية، ولا أعتقد أنّ مهمّتنا الانتقاص من سعي السعودية وقطر وتركيا إلى لعب دور كبير في هذهالمنطقة الملتهبة ، ولكنني أسأل ساستنا الأفاضل، لماذا يرتضون أن يلعبوا دوماً دور التابع؟ ولماذا يظهر العقوق ونكران الجميل للعراق فقط؟! ، لم تقدّم التجربة السياسية خلال الخمس عشرة سنة الماضية للعراقيين معنىً واحداً للولاء الوطني ، لا أمان، لاخدمات، ولا انجاز حقيقي نتباهى به ، باستثناء عبقرية محمود الحسن في غسيل الاموال ، في الوقت الذي أصبح الولاء للوطن خيانة كبرى، بينما طلب مشورة طهران وانتظار تعليمات ماكغورك وسبهان ، والإنصات إلى هاتف أردوغان .. منتهى الوطنيّة!.