23 ديسمبر، 2024 4:17 ص

يبدو ان تداعيات وارتدادات انتصارات تكريت وعموم محافظة صلاح الدين ما زالت حاضرة بقوة في المشهد السياسي العراقي وتتحكم بمسارات الحراك والزيارات والسجالات والتصريحات والتوجهات ابتدأ بزيارة السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي الى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس اوباما دون ان يترشح شيء مفيد للعراق في مواجهة تنظيم داعش عن هذه الزيارة فلم تستجب اميركا لطلب تسليح الجيش العراقي بل ولم تف بوعودها والتزاماتها السابقة ولم تجهز العراق بالأسلحة التي تعاقد عليها العراق ودفع اثمانها!. بل ان واشنطن مارست ضغوطا اضافية على العراق لمنع فصائل المقاومة والحشد الشعبي من الدخول على خط تطهير محافظة الانبار التي تهاوت الكثير من خطوطها الدفاعية امام هجمات التنظيم الاجرامي داعش في ظل تغاضٍ اميركي واضح
لعبور ارتال من هذا التنظيم للحدود العراقية لغرض المشاركة في معركة الانبار هدفها فرض الشروط الاميركية في النهاية تزامنت مع ضغوط اميركية من واشنطن ومن السفارة الاميركية في بغداد التي اكد سيدها ان لا مشاركة للطيران الاميركي في ظل مشاركة الفصائل والحشد الشعبي في المعركة وان المساعدة الاميركية مشروطة بخروج هذه الفصائل!.
الضغوط الاميركية لم تقف عند هذا الحد بل ضغطت كما يبدو لمحاصرة ولجم تطلعات فصائل المقاومة والحشد الشعبي المتأهبة للمشاركة في تطهير محافظتي الانبار والموصل وضغطت ايضا لإخراج كم كبير آخر من ضباط الجيش لإرباكه وابعاد القيادات الصالحة عنه وتخفيف الضغط على تنظيم داعش وكأنها تريد اضعافه في وقت فتح فيه تنظيم داعش اكثر من جبهة وعلى اكثر محور.
الرئيس اوباما بدوره واصل تأكيده على ضرورة اشراك الحكومة للجميع في تمثيلها وهو تأكيد على ضرورة اشراك عملاء وادوات اميركا في الحكومة لتبقى حكومة ازدواجية ومنفصمة الشخصية تتعدد فيها المناصب وتتكاثر الالقاب وتتداخل المسؤوليات وتتقاطع خطوط التصريحات والزيارات التي كان آخرها زيارة الثلاثي السني سليم الجبوري رئيس البرلمان واسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء وكأنهم زعماء عشيرة لا قادة دولة الى العاصمة الاردنية عمان التي لطاما لعبت دورا وظيفيا خطيرا في الحرب العراق وسوريا وتعد المعقل الرئيس لعصابات البعث والتكفير في نفس الوقت الذي تحتضن فيه غرف المخابرات الغربية لإدارة العمليات الارهابية في العراق وسوريا. زيارة لعب فيها هذا الثلاثي ادوار رئيس
الوزراء ووزير الخارجية اكدوا من خلالها ان في العراق اكثر من دولة واكثر من رئيس للوزراء واكثر من وزير للخارجية، زيارة يبدو ان هدفها الرئيس تفعيل التدخل العربي في العراق وتنسيق الجهود البعثية والسلفية لإدارة معركة الجماعات البعثية والسلفية في العراق بعد الهزيمة في صلاح الدين وبعد مقتل المجرم عزت الدوري نائب الرئيس العراقي المقبور وزعيم جماعة النقشبندية الاجرامية الذي لعب دورا محوريا في عملية دخول داعش الى العراق وسقوط الموصل وتكريت واجزاء عدة من محافظات عراقية اخرى.
غياب الرؤية الموحدة وافتقادنا للهدف السياسي الوطني الجامع وعدم القدرة على مواجهة التدخلات الخارجية ان لم يكن فتح الباب واسعا امامها وعدم استيعاب وتوظيف القدرات التي تمتلكها فصائل المقاومة والحشد وغياب البرنامج الوطني الحقيقي والبحث عن المصالح الحزبية والذاتية وتنفيذ البعض للأجندات الخارجية قد تكون هي ابرز العوامل التي تساهم في تأخير
الحسم في العراق ان لم نقل انها ستساهم في اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه بعد 10 حزيران 2014.