23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

العراق المباح منذ 2003

العراق المباح منذ 2003

الدور الذي لعبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کمخبر و دليل للأمريکيين عند إحتلالهم أفغانستان و العراق، لم يکن دورا مجانيا أو من دون مقابل، ذلك إن الايام أثبتت بإن هذا النظام قد تقاضى ثمن”دلاليته” بشکل کامل وکما يقول المثل المصري”على داير مليم”، وإن مايفعله هذا النظام في أفغانستان و العراق، يدل بوضوح على المکاسب الواسعة التي بات هذا النظام يجنيه من”دلاليته”للأمريکيين على حساب الشعبين الافغاني و العراقي.

مايجري في العراق منذ عام 2003، أي بعد الاحتلال الامريکي للعراق، يکشف النقاب عن الدور الايراني المتعاظم يوما بعد يوم و عاما بعد عام في هذا البلد و الذي وصل الى حد ان يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بصورة مستمرة على إنتهاك سيادة و إستقلال العراق دون أي رادع أو وزاع، وقد کان قيام السلطات الايرانية بإدخال 500 ألف إيراني الى العراق من أجل الاشتراك في المراسيم الشيعية، الى جانب إرسال مجاميع من الافراد التابعين لوزارة المخابرات الايرانية و قوة القدس الارهابية على إنهم من عوائل سکان مخيم ليبرتي للعراق في حين إن هناك 400 شخص من أفراد العوائل الحقيقيين لهٶلاء السکان ينتظرون منذ عام 2009، في البلدان الغربية المختلفة الحصول على تأشيرات دخول لزيارة أحبتهم من دون جدوى.

النظر في الاوضاع الاقتصادية في العراق و التبعية الاقتصادية الملفتة للنظر لإيران و التي هي الاخرى تجاوزت الحدود المألوفة عقب الصفقات التجارية الضخمة المبرمة بين البلدين و التي کلها تصب في صالح طهران هذا ناهيك عن المعلومات الاخيرة التي کشفت النقاب عن إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقوم سنويا بنهب و سرقة ماقيمته 17 مليار دولار من النفط العراقي خصوصا من حقول النفط المتواجدة داخل الاراضي العراقية في المناطق المتاخمة للحدود بين البلدين.

الاوضاع العراقية التي تسير من سئ الى الاسوء لايمکن لأي متابع الفصل و العزل بينها و بين الدور الايراني المشبوه في العراق على مختلف الاصعدة و الذي يتصرف بصورة لاتضع أدنى إعتبار للعراق کدولة مستقلة ذات سيادة، ويکفي أن نشير الى إن الميليشيات التابعة لها تتصرف و بنفس اسلوب حزب الله اللبناني، أي دولة داخل دولة، والحق إن العراق الذي صار منذ عام 2003، مباحا من مختلف النواحي أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه لم ينعم بالامن و الاستقرار و الراحة و الاطمئنان منذ ذلك العام.
[email protected]