17 نوفمبر، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

العراق الجديد والعمامة

العراق الجديد والعمامة

يقولون ان معمما وقف يأكل في الشارع , فبعث عليه المرجع الأعلى في النجف الاشرف , واسترد منه العمامة وأعطاه كوفية وعقال , وقال جيب عمامتنا والآن روح اعمل ما تشاء ..
وكتبت قبل تسع سنين موضوعا عن العمائم التي قادت الأمة وغيرت المجتمع نحو الأحسن وحركت الجماهير بقيادة متقدمة قل نظيرها في التاريخ ..وهناك قائد لعمامته لونا خاصا نحن أبناء الجيل الذي عشنا تفاصيل روضت أنفسنا على تحمل المشاق والثبات على العقيدة في ظروف الخوف يقابلها . زلزال العمامة في الواقع العراقي والإسلامي ..
هناك كثير من المعممين المجاهدين يستحقون أن نكتب عنهم لأنهم فكر وثورة وعلم أرعبوا الطواغيت في كل ارضِ, ظلم فيها الإنسان ،خاصةً أبناء الجنوب العراقي الذي تحمل ثقل الهجمة المسنودة من دول عديدة حاولت بكل جهدها إطفاء نور العمامة والقضاء على إشعاعها الفكري والقيادي ..وفي العراق عمائم قضت مضاجع النظام البعثي , واصبحت مصدر قلق كبير على سلطة البعث والرفاق ..منها عمامة السيد محمد باقر الصدر الذي لا اعرف ان اصفه الا انه ولي من أولياء, فالعمامة التي كان يرتديها السيد الصدر هي ثورة وبركان على الظلم …
فكل الحوادث الكبرى التي غيرت المجتمع وتركت أثاراً لا تمحى من الذاكرة ، وتحملت ثقل القيادة هي العمائم الشريفة، سواء في العراق او في خارج العراق ..وأول عمامة غيرت التاريخ هي عمامة سيدنا محمد {ص}التي أحدثت برزخا كبيرا بين الحق والباطل .. وفي التاريخ الحديث قادت عمامة السيد محمد تقي الشيرازي ثورة العشرين في العراق ومنها تأسست حكومة وطنية في العراق . وبعد نجاح ثورة تموز 1958 جاء المد الأحمر ليجرف الثوابت
الدينية وقفت عمامة السيد محسن الحكيم تقود عملية التصدي والاصلاح للمنحرفين ورمتهم في مزبلة التاريخ..
وفي العراق أحدثت عمامة السيد محمد باقر الصدر{قدسره}زلزالا تحت كراسي البعث المقبور ، وتلتها عمامة السيد محمد صادق الصدر الذي وقف مقابل اشرس نظام في المنطقة ولا يملك الا العمامة ,ولا زالت الإشعاعات تنبعث من عمامة السيد علي السيستاني صاحب الفتوى الكفائية العمامة التي تصدت للتكفير والصهيوني لتفتيت العراق .. انها عمامة حمت بغداد من السقوط ووحدت العراق ..وعمامةِ لبنان تقود حزب الله تنهي أحلام الصهيونية ..
المعمم الذي دخل التاريخ الحديث وهو أول قائد يرتدي العمامة يهزم إسرائيل وأمريكا} في حرب استمرت أكثر من شهر وينتصر .. تتدخل الولايات المتحدة لوقف القتال لإنقاذ وجه إسرائيل الذي تمرغ بالوحل وبعد الربيع العربي يزور الشيخ علي الكوراني القاهرة ويلقي محاضرتين في بلد الفن والثقافة والأدب والإبداع الأولى عن إحياء ذكرى شهادة الحسين{ع} والثانية عن الفكرة المهدوية, وعلى أثرها دخلت المؤسسات التكفيرية حالة إنذار قصوى .رجال الأزهر وجمعية السادة الأشراف في مصر يصرخون في فضائياتهم يعلنون خوفهم من العمامة !!، علماء الأزهر يصدرون بيانا يطالبون فيه منع بناء الحسينيات في مصر , ومنع التعبد وفق مذهب أهل البيت{ع}..!! واستمرت الحوادث الظالمة تكللت بقتل الشيخ حسن شحاته رحمه الله … هذا التأثير للعمائم ليس مرعبا في مصر أو العراق ولبنان فقط .. حكام الخليج العربي يرتجفون رعبا حين تقدمت عمامة الشيخ عيسى قاسم في البحرين لتضع حداً لطغيان آل خليفة المتسلطين على رقاب الشعب البحريني ..لم تقدم المملكة السعودية جنديا واحدا ولا تبرعت ببندقية لمساندة الأخوة في غزة والضفة الغربية ,لكنهم دفعوا ثقلهم العسكري والمادي وكل إمكانيات المملكة حين تصدت العمامة في البحرين لقيادة ثورة الأكثرية المطالبة بحقوقها الإنسانية في دوار اللؤلؤة الخالد..قوات آل سعود قطعت مئات الكيلو مترات لتقاتل شعبا اعزلا وتستأسد على النساء والأطفال .. وفي اليمن حيث قاتل الحوثيون تحت عمامة حسين عبد الملك الحوثي, العمامة التي استلهمت فكرها وموقفها من عمائم لونت التاريخ بمواقف لا ينساها أصحاب المواقف الرجولية .لذا يحق لنا أن نقول إن هذه العمائم قائدة للتغير نحو الحرية والانعتاق من الذل .. وستبقى العمامة النظيفة الشريفة التي لم تدنس يوما بفساد أو محاصصة حزبية المتقدمة في قيادة الأمة ستبقى العمائم ما بقي الأحرار والثوار يستلهمون شذى الفكر من نبع الإسلام وقيادة عمامة رسول الله {ص} وال بيته المعصومين. … اخيرا :.. الفتوى التي اطلقها السيد السيستاني , اطلقتها العمامة لتغير المواقف التي تخندق وراءها الذين يتباكون على العراق فقط بالإعلام من اجل مصالحهم ولكن حين حمى الوطيس لاذ الشعب تحت تلك العمامة ..ملبين نداء المرجعية في الدفاع عن بلدهم ودينهم ومقدساتهم ..وحين كان اللباس الحوزوي له ضوابط اجتماعية صارمة بالأمس , فان الفتوى والمستحدثات السياسية غيرت كثيرا من لباس طلاب الحوزة العلمية، اليوم نشاهد في العراق من يلبس العمامة ويرتدي زيا عسكريّاً، لا يشير بأي نحو إلى كونه رجل دين إلّا عمّته التي على رأسه. يتقدم الصفوف مع اخوانه في جبهات القتال .. وقدمت الحوزة العلمية 450 شهيدا معمما من طلاب الحوزة العلمية قرابين للوطن ..

أحدث المقالات