انها النهاية الحقيقية انها ليست لحظة يأس او احباط او فشل، انه الرحيل المؤلم و عقب سنين طويلة ملئها الصراع والنكبات والدماء والاحزان والخراب الذي طال الحجر والشجر والهواء والماء والفساد الذي عم النفوس والذمم حتى امسى العراق جثة هامدة شعبا وارضا وتاريخا وحضارة انها نهاية القدر المفجع انها النهاية البائسة لتاريخ طويل من سبعة الاف سنة تلك هي سنين عمر العراق.
كل شيء في بلدي رحل الى العالم الاخر النقاء والصفاء والهناء والرخاء واخرها ( القضاء ) الذي ولد من رحم مسلة حمورابي رحل هو الاخر الى ذمة الله. رحل الضمير والوجدان والصدق والاخلاص والحلال والمحبة والاخوة الصادقة رحلت الثقة والامانة والشهامة والمواقف النبيلة.
كل شيء امسى في بلدي فاسدا التدين فاسد السياسة فاسدة الاعلام فاسد التعليم فاسد القضاء فاسد التجارة فاسدة الذمم فاسدة القبلية فاسدة فبالتالي اصبح رجل الدين فاسد شيخ العشيرة فاسد القضاء فاسد التعليم فاسد البرلمان فاسد الحكومة فاسدة السياسي فاسد الموظف فاسد الطبيب فاسد المهندس فاسد القاضي فاسد المعلم فاسد المقاول فاسد التاجر فاسد وكل شيء اصبح فاسد.
كل شيء في بلدي امسى قذرا فالشوارع قذرة والدوائر قذرة والمستشفيات قذرة والمدارس قذرة والبنايات قذرة والملاعب قذرة والمنطقة الخضراء قذرة والنفوس قذرة والذمم قذرة حتى القذارة نفسها اصبحت تستغيث من قذارة الانسان والاشياء في وطني.
اذن كبروا وهللوا معي في تشييع جثمان العراق .. لا اله الا الله .. دعوه يرحل ليرتاح من صراع الحياة والاجندات والتفاهات البشرية دعوه يرحل فلم تعد تنفع معه لا العلاجات ولا الاصلاحات ولا التظاهرات ولا الكتابات دعوه يرحل ويتوسد التراب املا في راحة ابدية وخلود سرمدي … البقاء لله فيك يا اجمل وطن.