اولا: 17 مليار دولار هو كل مايربطنا بحكومة كردستان
حق تقرير المصير للاخوة الكرد حق مكفول لاغبار عليه ، واعتقد انهم يسعون بالفعل لنيل استقلالهم ، واظن ان طلب الاستقلال لايتعارض مع الدستور العراقي ، فهو يعطي للاكراد حق تقرير المصير مثلما يعطي للدولة الاتحادية حق التراجع عن ضم الاقليم الى دولة فدرالية .
ما اريد ان اقوله ، لسنا مهئين لحرب لاناقة فيها لنا ولاجمل مع (البيشمركة ) فدماء ابنائنا غالية يكفي ان الارهاب يستبيح هذه الدماء يوميا من دون ان نوقفه ، من الواضح ان مايجري لاعلاقة له البتة بخلاف سياسي مع رئيس الحكومة ، انه اختبار للذات وصراع يرسم افقا لمرحلة جديدة .
ليس بوسعنا ان نقاتل بيشمركة السيد البارازاني بشباب الناصرية والعمارة والبصرة ولااظن ان السيد المالكي يريد لشباب العراق ان يدخلوا حروبا لاطائل من ورائها ، فكل المؤشرات تدل على ان القادة الكرد يريدون استقلالا ناجزا (وعلى رؤوس الحراب ) ، لنعطهم فرصتهم في تقرير المصير ، فكل مايربطنا بهم تاريخ من الحروب الدموية و17 مليار دولار من اموال العراق تقدم للاقليم كي يظل جزء من عراق متصدع ، اما وان تتحول حكومة الاقليم وهي حكومة بمواصفات حكومة دولة وتتعامل مع الدولة العراقية بطريقة الند للند واكثر ، الى خنجر في الخاصرة والى منطقة رخوة تمر منها رياح الاذى الى اهل العراق فهذا مايرفضه العراقيون .
ولهذا المطلوب ان تدخل الحكومة مفاوضات جدية هدفها انجاز استقلال الاقليم او عزله عن الدولة العراقية ، بطريقة تضمن حقوق الاخوة الكرد وتضمن حقوق العراقيين ، فتعسا لعراق ممزق بلاسيادة ، وليس بوسع احد ان يمسك بذيل من لايريد العراق وطنا وراية ومستقبلا .
واظن ان العراق بلا بيشمركة سيكون اقوى وان العراق بلا دويلة داخل دويلة سيكون قادرا على بناء نفسه ومؤسساته ، ولن يكون امام اعدائه من يسهل لهم ضرب العراق والحاق الاذى به ، وكفى البحث عن شركاء لايؤمنون بوحدة العراق اولا ، وينتهزون ادنى الفرص للكسب على حساب الوطن وشعبه .