18 ديسمبر، 2024 5:40 م

العراق اسئلة و رد غطاها

العراق اسئلة و رد غطاها

هل اصبح العراق كعكة يتقاسمها ابناء العشائر و الطوائف و هل هان العراق و سامه كل مفلس و هل تحول العراق الى حزينة مالية يتقاسمها على بابا و الاربعين حرامى ثم كيف تحول السياسيون العراقيون إلا ما ندر الى وحوش كاسرة ينهبون و ينهبون بدون رحمة ؟ من العار أن يستشهد الشهداء لرد المد الارهابى الوحشى و ينتفع السياسيون الانتهازيون بهذه التضحيات المشرفة و من العار أن ينقسم الجسم العراقى بهذا الشكل المخيف ليزيد من أطماع الطامعين و نهب الناهبين … كان العراق لولا تضحيات الشهداء أن يسقط الى الابد فى يد غلاة التكفير الوهابيين و كاد الوطن أن يتفتت لما استغل السيد البرزانى حالة الهوان الامنية ليعلن بكل ازدراء “استقلال ” الكيان الكردى المتحالف مع الصهاينة و كل سقط المتاع فى تلك الربوع ، كان العراق الى أمد قريب مهد الحضارات فأصبح للأسف مهد كل مؤامرات الخراب و التخريب و كان العراق يدرس العالم فأصبح مجرد وطنى أمى تسرح فيه جحافل القتلة و الارهابيين و المتآمرين و اعوان المخابرات الاجنبية و العربية التى تداعت لنهش الجسد المنهك أصلا ، يعسر اليوم أن نحصى أعداد “هولاكو” الذين يدمرون و ينهبون و يعيشون على موائد اللئام و تجار بيع الذمم ، كان العراق وطن الملك حمورابى الذى بنى و عمر و أسس فجاء هولاكو المتمثل فى هؤلاء الذين اتت بهم القوات الامريكية و نفقوا من صالات القمار السياسية الغربية و رضعوا حليب الخيانة تحت اسوار حائط المبكى الصهيونى ليدمر و يهدم كل ما بناه حمورابى .

من العار ان نقرأ لحاكم العراق السابق المجرم بول بريمر أنه قضى أيام الغزو الامريكى المحموم الذى دمر العراق و دمر مستقبل ابناء العراق و دمر الحضارة العراقية يبنى ما سماه بالديمقراطية لأهل العراق الطيبين متجاهلا أن الديمقراطية لم تركب منذ نشأتها فى القرن الخامس قبل الميلاد الدبابات و الطائرات و لم تطلق الرصاص و القنابل الفسفورية المحرمة دوليا على الابرياء ، لقد عاد الحجاج بول بريمر الى العراق لهدم الحضارة و قبر الانسان العراقى منتقما من التاريخ و من الماضى و من اشعاع العراق عبر العصور و دحره كل الغزاة و العصاة ، لم يأت بول بريمر بالديمقراطية بل جاء بلغة اغتصاب كل شيء بما فيه اغتصاب ابناء العراق كما حدث فى سجن أبو غريب و غيره من السجون العراقية و لولا الاقدار لما تكشفت الفضيحة المدوية لتعرى هذه الديمقراطية الامريكية القبيحة و لقد رأينا الديمقراطية الامريكية تقتل ابناء الفلوجة بدم بارد و رأينا الاشلاء تتناثر فى الهواء و رأينا الفيديوهات المسربة تتحدث عن فظاعة الديمقراطية الامريكية و عما اقترفه قتلة الهنود الحمر من اغتيال للحياة فى العراق ،لكن يظهر أن ما حصل لم يحرك ساكنا فى قلوب و ضمائر السياسيين الانتهازيين العراقيين بل هناك من لا يزال يترنم بالديمقراطية مايد ان امريكا .

اليوم اصبح العراق كالطفل الصغير مذعورا و خائفا و مرعوبا من كل شيء فحتى اشقاء الدين اصبحوا احقد عليه من الاعداء و اصبح تعيين سفير للسعودية فى العراق يثير الخوف و الريبة لان اعداد الطابور الخامس قد تجاوز كل الاعراف و باتت السفارات العربية ملاذا للقتلة و اعوان التجسس و خبراء التضليل الاعلامى و لقد كفر اهلنا فى العراق بهذا الاعلام العربى الذى ضلل الحقيقة و سعى الى تقسيم الوجدان العراقى و لا يزال يبث السموم و يبحث عن كل ذريعة للتشكيك و التقزيم و التبخيس حتى لا يشم المواطن العراقى نفسه كما يقال ، هناك هجوم محموم يستهدف كل شىء فى العراق و هناك اجهزة مخابرات تلعب على المكشوف لاغتيال العلماء و نهب الاثار و اثارة الفتن و لا تزال المؤامرة مستمرة بكل الاشكال و تحت كل العناوين دون أن يستيقظ ضمير الحكومة و وجدان نواب الشعب ، فهل كتب على العراق أن يعيش الهوان و التقسيم و التفتيت بيد ابناءه و هل ان هذا العراق الذى تفرعت افضاله على كل مواطن فى هذه الامة العربية لا يستحق مجرد الالتفات الى مصيره و اطلاق صبحات الفزع حتى تستيقظ الضمائر الميتة و تعود الحياة الى شرايين الجسد المنهك بكم الطعنات الموجعة التى وجهت اليه .

لقد بكينا يوم رؤيتنا لاتحاد الجيشين السورى و العراقى على الحدود و رفع الرايتين عالية فى مشهد سيخلده التاريخ و تساءلنا متى يرجع العراق الى الامة سليما معافى موحد و متى ستذهب سحابة الكراهية و التقسيم و اللعب على اوتار الطائفية و متى سيتذكر البعض أن العراق هو الحضن و ليس امريكا و لا اسرائيل و لا الخليج و لا تركيا ، ان ما يحدث الآن في العراق ليس إلا حصاد أميركا و دول الخليج المتآمرة ، وعلى هذه الدول الخليجية التي تسارع الخطى في حضن امريكا و اسرائيل أن تتحسس رقابها قبل رقاب شعوبها ، وأن تستعد بكل عدتها وعتادها في ظل هذه الظروف الساخنة ، ولا تلتفت إلى أميركا و لا غيرها . لقد كتب الكثيرون حول ما يجرى حقيقة فى العراق و كان هناك اجماع بأنه لا أحد بإمكانه أن يعرف الحقيقة أو أن يفهم حقيقة ما يجرى و من هى الاطراف المسئولة فعلا عن تردى الوضع الامنى و غياب الحل و هذا دليل واضح على أن وراء الاكمة ما وراءها و أن العراق لن يسترجع عافيته فى القريب و لكن لو تركنا نصف الكأس الفارغة للنظر فى نصف الكأس الملآنة لتفطنا بسهولة أن الجميع كان يراهن على فشل الجيش العراقى فى طرد الارهابيين لكن هذا الجيش كان مرة أخرى فى الموعد ليحقق الانتصار و يقنع ابناء العراق ان المستحيل ليس عراقيا .