18 ديسمبر، 2024 7:56 م

العراق إعداد مسرح العمليات” عسكرياً وسياسياً “

العراق إعداد مسرح العمليات” عسكرياً وسياسياً “

دونما ايّ ريبٍ فمسرح العمليات العراقي يختلف جذرياً عن كلّ مسارح العمليات التي تقيمها الجيوش قبل الشروع والتهيؤ المسبق لمعركةٍ ما , فالمسرح العراقي يفوقها صعوبةً وتعقيداً , وهو بالأساس لا علاقة له بالقوات المسلحة العراقية ! وخصوصاً بما يتعلّق بالأوضاع السياسية الداخلية بين الأحزاب الدينية , سيّما بالظرف الحالي الذي إبتدأ مؤخراً بأقتحام البرلمان والمنطقة الخضراء والإنسحاب الغامض – المفاجئ منها , وهنا يبتدئ الولوج الى المونولوج الدرامي المتعلّق ببيت القصيد .!

إذ وكما انتشرت وجرى نشر بعض الإفرازات التي اعقبت ” ملحمة الخضراء ” والتي اسفرت عن بعض الأغتيالات وتبادل غير متكافئ لإطلاق النار بين مكاتب ومقرات لفصائلٍ واحزابٍ تابعة للإطار التنسيقي وبين سرايا السلام العائدة للتيار الصدري , والتي تضاءلت خلال الأيام القلائل الماضية , وليس بقصد تخفيض التصعيد .! إنّما للتهيئة المفترضة لإحتمالات تصعيد التصعيد , لكنّ ما كان وما برحَ يفوق ازيز الرصاص ومشتقاته الأوسع نطاقاً , هو تبادل الرَكَلات واللَكَمات ” ومن تحت الحزام ” عبر الفضاء الإعلامي , حيث التصريحات البالغة الحدّة بين طرفي الصراع هي سيّدة الموقف الى غاية الآن , وللفترة المقبلة ايضاً وربما ” بتناسبٍ طردي ” وفقَ مصطلح الرياضيات .

الإستحضارات الميليشياوية ” وتجهيزاتها ومعدّاتها ” التي تهيّئ وتتهيّأ لإزاحة الستار او الستائر عن مسرح العمليات ” غير المُمَسرحِ ” هذا , إنّما تعتمد على أمرين وثالثهما مجهول الهويّة والتوقيت , واولهما قرار المحكمة الإتحادية يوم الأربعاء المقبل حول حلّ البرلمان او عدمه , وكلاهما له انعكاساتٌ ما يصعب التكهّن الى ما ستقود .! ومدى تأثيراته على أحد الطرفين المتطّرفين .! , وذلك اذا ما جرى الإيغال والتمادي في تأجيل قرار المحكمة مرةً اخرى سبقتها بضعة مرّاتٍ اخرياتٍ .! , ولعلّ هذا ما يمسّ بسمعة هيئة قضاة المحكمة بشكلٍ غير مباشر , بالرغم من الأسباب الثقيلة الوزن ” من الضغوطات التي تترآى ” والتي تدفعها دفعاً للتأجيل او تأجيل التأجيل .!

الأمر الآخر او الثاني والذي يبدو في ظاهره او مظهره الخارجي , بأنّه دينيّ ويمسّ الجانب العاطفي والمشاعر ويتطلّب مراعاته من جزءٍ من الرأي العام ! , فهو التأجيل الآخر لحسم الموقف العام بين ” الإطاريين والتيّار ” الى ما بعد الإنتهاء من مراسم زيارة الأربعين للإمام الحسين ” رضوان الله عليه ” , وكأنّ تلك المناسبة هي تعيق او تُحرّم الحسم المفترض او الشروع بالعمليات الستراتيجية وما سيرافقها لهؤلاء تحديداً , وسواءً صحّ ذلك او عدمه او كذريعةٍ ما , للإنتهاء من اعادة التنظيم والتجهيز الميليشي لما قد يحدث من احداث , وإذ عموم المسرح العراقي الآخر والعام مُهيّأ سيكولوجياً وسوسيولوجياً لإستقبال هكذا تراجيديا وميلودراما سياسية – مسلحة , وهو استقبالٌ ليس بالأحضان ولا بأيِّ عضوٍ من الأبدان .! , فلابدّ من الترقّب المشدود الأعصاب , وحتى ما قد يصاحب ويرافق هذا الترقّب مّما غيرَ محسوبٍ او مرتقب .!