19 ديسمبر، 2024 2:22 ص

العراقي منتمي وإن لم ينتمي !

العراقي منتمي وإن لم ينتمي !

قيل سابقاً ان العراقي بعثي وان لم ينتمي ، كأشارة الى الفكر البعثي الذي يحمله وان كان غير عالم بماهية هذا الفكر ، وابعاد هذا الفكر تنتج سلوكيات ومواقف قد لا يعلم الفرد سبب اتخاذه لهذا الموقف او ذاك وانما جل ما يعلمه هو ان عليه ان يتخذه وكفى ، فكان يتماهى مع السلوك والفكر البعثي في مواقفه وتصرفاته وان كان يضمر الحقد والكراهية لهذا الحزب المنحرف
كهف أفلاطون نظرية أسس لها الفيلسوف الإغريقي أفلاطون ، تتسم بالعمق والفهم الواعي للمحركات التي تسير الانسان من دون وعي ، فتسلبه قدرته على الاختيار من بين الأمور ، ولكنها لا تجبره على فعل بحد ذاته ، وانما تجعله يفعل ما تريد وهو مؤمن ويضحي في سبيل ذلك ، اذ تفترض وجود افراد مكبلين بالحديد داخل كهف مظلم ، ويتم إشعال نار من خلفهم ، اذ لا يستطيعون رؤية اي شيء سوى انعكاس اجسادهم على الجدران المواجهة لهم ، وظل الحراس الذين يدورون حولهم ، ليكون هذا عالمهم الخاص ، فلا يَرَوْن ولا يسمعون ولا يصدقون بوجود حقيقة غير التي تتجسد أمامهم جراء هذا الانعكاس ، ليفترض هروب احدهم خارج الكهف ، فيرى ان هنالك ضوء وأناس غيرهم وشمس وهواء وعالم اخر ، وحين يتم إمساكه ويعود ليخبر أصحابه عما رأى ، فانهم يصفونه بالكذب وهم محقون لان عقولهم ليس فيها الا وجهة نظر واحدة وحقيقة واحدة ليس الا !
هنالك وجه اخر للانتماءات السياسية في زمن الديمقراطية ، انتماء غير مباشر لا يشترط اعتناق الفكر والإيمان به ، وانما هو دعم هذا الفكر او ذاك وبذل الجهود لضرب المنظومات الفكرية الاخرى المخالفة له ، ليكون الانسان مسير وفق رؤية محددة وتوجه خاص من دون الشعور بذلك ، المتلاعبون بالعقول كما يسميهم البعض ، او وسائل الاعلام التي تسير الأفراد عن طريق التركيز على بعض الافكار وتكرارها وغرسها في عقول الأفراد ، وبما ان هذه الوسائل لم تكن حيادية او مستقلة في نقلها للحقائق والافكار ، وتحمل اجندات معينة ترسلها كرسائل ضمنية غير معلنة للاغلبية ، ليكون كل من يتبع هذه الوسائل الاعلامية معتنقاً لانتمائها ، ويسير في فلكها ويحقق أهدافها ، بعد ان تم احاطته بمنظومة فكرية محكمة كما يذكرها الدكتور علي الوردي ، تجعل منه يرى كل ما ينسجم معها حقاً ، وكل ما يخالفها باطلاً محضاً لا يجب مهادنته ! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات