22 ديسمبر، 2024 3:24 م

(البلاوي) التي تحيط بالعراقي لا تعد ولا تحصى فهو اسير لكل العقود التي مرت فهو اسير الانظمة التي جعلته لا يعرف معنى وجوده فهو اسير الاقطاع ثم الاحزاب ثم الدين ورجاله لذا فهو حبيس لهذا الثالوث الذي غيب عنه كل اشكال الحرية هو امعه لشيخ العشيرة وللرفيق الحزبي ولرجل الدين راكعا تحت اقدامهم لا يعرف كيف يحرر عقله من هذه العبودية ،المهم ان الحياة تسير ،عودوه ان لا يرفض يقبل الايادي يحني ظهره مقيد بالنظر الى الاسفل جعلوه يتصور ان كل ما يقدم له هو مكرمة من المحافظ والوزير ورئيس الدولة ورجل الدين والقائد الحزبي او شيخ العشيرة

العقود والسنيين تمر يدخل في حرب ويخرج من حرب جيل بعد جيل يقتل تحت يافطة الشهادة بالدفاع عن الوطن لكن لم يسأل يوما عن الذين يدفعوه للشهادة لماذا لا يستشهدون

رجال الدين الذين يشرعون له الحلال والحرام يأكلون ويشربون ويسكنون والعراقي يعيش على حافة الدنيا

قادة الاحزاب يسافرون ويسكنون في أفخم الفلل ويحتسون انواع المشروبات وهو يتحسر يشرب الماء النقي

الذين يصلي خلفهم لهم اكبر الجوامع ويرتدون افضل الملابس ويتختمون بافضل الخواتم وهو نص ردن

شيخ عشيرته يذبح يوميا مئات الذبائح وهو يتحسر على (الباجه)

العراقي البسيط قنوع بعلاكه تحمل علب دهن وكم كيلو تمن مع كيس طحين وصابون ويعتبر ان ذلك اكبر نصر يحققه

وربما يفرح بتعليم هو اسوأ تعليم في العالم

او يعتبر اكبر مكرمة له ان يبنى له جسرا او يبلط له طريق

العراقي رغم كل المصائب تراه مولعا بالشعارات وتمجيد الشخوص القديمة والحديثة ويقطع الاف الاميال كي يلبي توجيه الثالوث

اكبر ما يواجه العراقي هو كيف ينتقد وشعاره المؤبد(شعليه)

صفق للملكية وللجمهورية ولصدام ولحكومات الاحتلال ورغم كل الذي جرى

يجلس يدافع بكل عناد عن ذاك (القائد)او الوزير

يدافع عن الذي زاده بلادة وقيده وساعد على خلق الفوضى والقتل والموت والفقر

ويعلم ان هولاء يتفرجون على غباءه وهو يخرج وينتخبهم مرة اخرى

حكام خمسة عشر سنة اضاعوا مليارات الدولارات وتركوا البلد خربة يتفاخرون انهم خرجوا يعيدون انتخابهم

عجبي على من دمروا البلاد يحصلون على عشرات من الاف الاصوات

هذا يقول حصلنا على مليون صوت وتلك تتفاخر انها كسيت الاف الاصوات

الى متى يبقى دربك الم تتعض ايها العراقي كل هذا العمر وانت تدعي تسلحك بثورة الامام الحسين او انك ثوري على طريق جيفارا

مسكين انت مزدوج العقلية ،لتكن دول التطور سنغافورة واليابان والإمارات وماليزيا هي هدفك للمقارنة لا خزعبلات الساسة

واصحاب الخطابات السحيقة

انك انسان لا بل اول انسان هبط على الارض وانت الوريث الشرعي لخلق الله

لا تركع الا لعقلك فهو دليلك في الحياة