18 ديسمبر، 2024 8:06 م

العراقيين والاخبار السريعة

العراقيين والاخبار السريعة

من يتابع المشهد العراقي يجد ان باستطاعته تأليف مسرحية بكل فصولها ومسلسل تلفزيوني من حلقات كثيرة. فتجد اسم العراق في كل مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الإلكترونية ومواقع ووكالات الاخبار الساخنة ولكن لكل خبر حدث خاص بعيد جداً من الآخر ولكن الملفت بالأمر ان جميع الاخبار سواء كانت سياسية او متعلقة بقضايا اخرى تجدها تتصدر المشهد السياسي العالمي دوما ونجدها في الصفحات الاولى بينما على الجانب الآخر نجد دول اخرى ربما اكبر من العراق من حيث تعداد سكاته وربما مساحته ايضاً ولكنها لا تجد اسمها في اي موقع اخباري والغريب في الامر ربما لا يعرف الكثيرين عن هذه الدول شيئا واين تقع… فلماذا العراق.. العراق… وقال فلان من بغداد وتكلم المحلل السياسي الفلاني من عمان عن الشأن العراقي والتقينا بمراسلنا الاعلامي فلان ليطلعنا عن آخر مستجدات اخبار العراق… وغيرها من اخبار نشاهدها اليوم وخاصة عن ما يدور في الكواليس المحلية والدولية عن تشكيل الحكومة ومايدور في حنانة النجف وعن الدور الذي سوف يأخذه العرب السنة ومايدور في دولة الامارات العربية المتحدة من جمع كل الاطراف على مائدة واحدة والاتفاق معهم على دور كل كتلة فيهم وحصتها في الحكومة القادمة… ومايدور ايضا في اقليم كردستان والتوافق بين الاخوة الكرد عن دورهم في الحكومة المقبلة..
وربما الجميع يتفق هذه المرة على ان الحكومة القادمة لن تمر بمرحلة ولادة عسيرة فكل الاطراف المشاركة بالعملية السياسية وضعت نقاطها ومطالبها ولن يعترض طرف على الآخر لان الديمقراطية الامريكية قد وضعت النقاط على الحروف.. واعطت كل طرف يمثل فئة من ابناء الشعب العراقي حقه في دستور كتب بإرادة دولية وتم فرضه وتطبيقه على ارض الواقع…
وان مقالتنا هذه لن يكون فحواها الرئيسي هو تشكيل الحكومة وما يرافقها من منعطفات سياسية اخرى… ولكنني اريد ان اسلط الضوء على موضوع مهم آخر خاصة بعد تصريح احد المسؤولين عن اكتفاء العالم من النفط بعد عشرة سنوات وانا هنا ادرك ان الاخ الذي تكلم بهكذا تصريح ربما هو خبير مالي وله معلومات دقيقة بالشؤون المالية ولكن المنطق يقول غير ذلك فالخبراء في الدول الاقتصادية والذين يتبوأ اغلبهم مناصب قيادية اقتصادية حساسة في الدول العظمى توصلوا الى نتيجة واحدة نشرته على صفحاتها كبرى الجرائد العالمية يتكلمون فيها بان النفط العالمي الاكبر موجود في ستة دول حددوها حسب بقاء النفط ومدته الزمنية وبدأوا باول دولة واعتقد الكويت ويبقى نفطها مئة عام وتم تسلسل الدول الاخرى ليكون العراق بالصدارة ويبقى انتاجه النفطي والاحتياطي لمدة اكثر من خمسمائة عام.. وعندها عرفت ان الاخبار عن العراق وصدارته بكل المشاهد لم تأتي من فراغ. وانما عن دراسة وتحليل للواقع النفطي… والذي مع الاسف لا يعرفه اغلب سياسيي الصدفة الذين يتربعون على كراسي السلطة في العراق…
ولاننسى مقولة سيّدنا عمر رضي الله تعالى عنه (العراق جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض فاطمئنوا فإنّ رمح الله لا ينكسر).