يؤشر الرحالة والمؤرخين والمنظرين ومايلحق بهم ان العراق سرة العالم ومنه فاض التنور ووقع الطوفان وفيه سارت سفينة نوح لكنهم مع كل قدرتهم على قلب الحقائق لم يستطيعوا حتى الألفية الثالثة وربما العاشرة تحديد اول من دخله غازيا ولا يهم إن كان فاتحا او محررا على رأي المرحوم ( مود ) كما لم يذكر التاريخ ان غازيا دخل العراق واستقر فيه بقية حياته لكنهم أكدوا أن جميع هؤلاء ما ان يدخلوا حتى يعلنوا عن مشاريعهم في إعادة إعمار البلد وإباحة الحريات وحفظ حقوق المواطنين من خلال تصريحات وخطوات على وسائل الإعلام ولا تمر سنة او اقل حتى يتغير الحال وينشغل المحتل بنفسه بعد أن يقلب له العراقيون ظهر المجن ويمارسون طبعهم بالتطرف في كل أمور حياتهم والعراقيين لم يتفقوا او يتشابهون في خصلة مثل تساويهم وتماثلهم في التطرف ففي الدين يذهبون إلى أقصى الزاوية ويحسبون المرأة ( زانية ) لو شاهد الأجنبي شعرة واحدة من شعر رأسها ولا يهم إن كانت هذه الشعرة سوداء او صفراء او بيضاء وفي الانفلات يتفوقون على كفار قريش في مبدأ ( اليوم خمرا وغدا أمرا ) وفي الرحمة ينكسر خاطرهم عند رؤية عصفور مصاب بنزلة برد حد يحاولون احتصانه وتدفئته لكنهم في القسوة يقتلون حتى صغارهم وفي الكرم العراقي مستعد لبيع سرواله من أجل أن يظهر بذخه وكرمه لمن حل ضيفا عليه لكنه في الصباح يتظاهر شاتما السلطة لأنها جوعته هو وعياله اما في جانب الشجاعة والجبن فهو ما ان يملك مسدسا او بندقية فإنه على استعداد لقطع الطريق على خلق الله وقتلهم حسب مزاجه منتخيا بمن يماثله و ( اليوم دك دمامها ) لكنه مقابل عنترياته على الفقراء خانع ذليل و ( مغلس ) عن القوي الذي استحوذ على حقوقه اما في الحب فهذه طامة العراقي الكبرى وهو سليل القائل ..
( بابي التي خاض طيفها
الي الدياجي والخليون هجع )
وعندما يقع في الحب يخبرها بكل ثقة ( تسوين امي وابوي ) وعندما يشبع او يرجع إلى شياطينه فهي ( بنت ستين كلب )
عموما العراقيين في طباعهم يشبهون الشتاء والصيف في العراق حيث شتائهم ( برده يكص بالعظم ) وصيفهم ( يموع المسمار بالباب ) لذا ما ان يكتشف المحتل او الغازي هذه الطباع ويتواجه معها حتى يولي الادبار هاربا فيشغل مكانه بعض من عملوا في خدمته وتعلموا حرفته لكنهم عرقوها حتى تلائم طباع قومهم. و ..
وماني صحت يمه احاه جاوين اهلنه
.