نزل العراقيون الى الشوارع، صاعدين.. طفقت الفرحة في صدورهم، بتحقيق أول نصر بين دول أمة الهزائم، التي لم تذق طعم النصر، طوال تاريخها المعاصر والحديث، إلا بمقاتلة الجيش والحشد الشعبي، في العراق، ضد “داعش” ملحقين هزيمة به، أنقذت دول المنطقة والعالم قاطبة.
فالعرب منذ مطلع القرن العشرين.. الذي تصرم بثلمات في الارض والعرض والسكان والثروات، مبتلى بنقص من الارواح والثمرات والامن مهددا بوجوده الهش، القائم على خزعبلات السحر، يؤجل في سبيلها واقعه العملي، ويعطل العلم، إتكاءً لقدر سحري، يدعو خلاله على عدوه.. من الرحمن او الشيطان، مسلطا ثواب سورة الفاتحة او السحر الاسوود؛ كي يمحق عدوا، إذا نازله في حومة الوغى، تقدم مهزوما قبل النفخ في الابواق.
وبهذا تكبد العرب خسائر، حثهم إليها عدوهم، في كل مراحل الصراع الناشبة أظفارها، في المنطقة، منذ بدء التاريخ الى الآن، ومعظم تلك المعارك، يجرهم إليها عدوهم، بالتوقيت والكيفية والمكان والزمان، التي تناسبه، ضامنا أرجحيته وهزيمتهم، مقبلين على القتال.. تحت هاجس من خواء التهافت، وهم ينوؤن بحال مأزومة.
الامر الذي يوجب التآزر مع الحشد والجيش، بشكل يعزز ولاءً وطنياً مطلقاً، يضفي ظله على المحيط الدولي، من عرب و… إنسانية شاملة.
نبتهج متفائلين بيوم النصر، على روح الهزيمة الكامنة مثل مارد القمقم، داخل تفكير العرب، الذي سيبدأ النظرة التحررية منذ عرف ان جيشا وحشدا.. كالعراقيين، يمكن الا ينهزم برغم كونه عربي.. لايصلح للنصر.
لشهدائنا مستحقات على العرب، ترافق أرواحهم التي حلقت الى فضاءات الجنة.. أفذاذا لن تمحي تضحياتهم من ذاكرة الاجيال في العراق.. أبد الآبدين.. طبت مقاما في السماء، وانتم تحرسون شعبكم على ارض الرافدين.