كثيرة هي الامراض المجتمعية التي ابتلي بها المجتمع المسلم وهي على الرغم من كثرتها وخطورتها الا انه قلما يلتفت اليها وبينما يتم التركيز على الامراض العضوية ومن اهم تلك الامراض التي أصبحت مستشرية في المجتمع العراقي المليء بالأمراض النفسية هو مرض فقدان الثقة فالعراقي فاقد الثقة بنفسه وبجهته الدينية وبجهته العشائرية والسياسية والقانونية وثقته متزعزعة في كل تلك الجهات وغيرها بل ان ثقته معدومة أصلا في بعض المواقف ولست مغاليا اذا قلت ان هذا الداء منتشر بنسبة غريبة جدا في المجتمع ولعل هناك أسباب مختلفة تقف وراء ذلك قد يطول المقام بنا لذكرها والتعرض لها وانما المهم انني اعتقد ان أي حل او الاقدام على اجراء او تصرف للنهوض بالمجتمع العراقي وفي كل المجال لن تكون له اثارا إيجابية ولن تكون له أي ثمرة مالم يتم الوقوف عل هذه النقطة وهي فقدان الثقة والعمل على معالجتها ووضع خطة لتلك المعالجة لأن علاجها ليس بالأمر الهين والامر يبدأ من الفرد نفسه فاذا تمكنا من أعادة الثقة للفرد العراقي بنفسه كان الطريق معبدا لإعادة ثقته بالآخرين واما اذا تركنا هذا الامر وتعاملنا معه على انه ليس بتلك الاهمية كنا كما يقال ندور في حلقة مفرغة وكنا مصداقا لقول الامام الصادق عليه السلام “العامل على غير بصيرة کالسائر على غير طريق، فلا تزيده سرعة السير الا بعداً”..