18 نوفمبر، 2024 4:28 ص
Search
Close this search box.

العراقيون وتنابز الألقاب

العراقيون وتنابز الألقاب

خلق الله الإنسان على الفطرة السليمة بكل شيء منذ ولادته وحتى وفاته .فاحسن تقويمه في بناء خاص واعطي اسم خاص به وأعطاه صفاته الوراثية وغير الوراثية كما اثبتها في العلوم الحديثة..
ولنناقش هذا الموضوع من حيث الاسم والصفة فنحن شعب نحب الألقاب اكثر من محبتنا لحقيقة الأمور والاسماء .ورغم أن ديننا الحنيف منع التنابز بغير الاسماء الحقيقية الا أننا نحب ذلك من مبدأ إعلاء الشأن أو الطعن بشخصية المقابل ..واعتبر الدين الاسلامي ذلك اقرب إلى التحريم ..(( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ))الا أننا مازلنا مستمرون بهذه الأقاويل فيقولون مثلا فلان القصير أو القزم او الطويل أو الأعوير أو المفرخة أن كانت امرأة منجبة أو العكس أن كانت عقيم وصفات كثيرة يغتاب بها بعضنا البعض وأصبحت ملازمة لاسم الإنسان الحقيقي والمصيبة أن القسم هذه الصفة تلازمه حتى مماته فاسمع من بعض الناس مثلا اليوم مات فلان وينعته بلقبه وليس بإسمه ..
إننا مطالبون اليوم من باب الشرع ومن باب العادات والتقاليد الاجتماعية الأصيلة ترك هذه الأمور وبدايةً من داخل العائلة وعدم إعطاء الطفل أي لقب اوصفة حتى لاتتلازم معه مدى الحياة ..
وعلى الأم والأب تعليم الأبناء أن الطويل والقصير والسمين والضعيف هو خلق وبناء الله ولايحق لنا الطعن أو الانتقاص من هذا البناء فهو قادر ومقتدر على كل شيء ..
هذا من ناحية الذم أما من ناحية المدح فاحياناً نمدح فلان بلقب خاص مثل صفات الكرم والشجاعة أو النظافة أو العبقرية في العلم وحتى في هذه الأمور نريد أن ننتقص من شخص آخر نغيضه بهذه الصفات وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأسرة فنسمع عندما يقولون فلان شخص ناجح وكريم وعبقري ولكن زوجته كذا وكذا وهذا معيب اكثر من تنابز الألقاب .
السؤال متى نحرر أنفسنا من عادات وتقاليد الجاهلية البغيضة ويحترم بعضنا البعض ونكرم اسماءنا التي اعطانا إياها الله قبل أن نولد ..
ونترك فلان بشأنه ونوقر انفسنا بشأنها الخاص ونبعدها عن الظلم …والله المستعان!!!!!

أحدث المقالات