من يتذكر ذلك الحاج العراقي الذي كان يحمل يافطة صغيرة مكتوب عليها “عود ماأوصيكم عود هم رجعوا انتخبوهم ” وهو يقف في مستنقع للمياه في احدى شوارع العاصمة العراقية بغداد الغارقة آنذاك نتيجة هطول الامطارعليها لمدة ربع ساعة فقط ,
لم يبق على موعد اجراء الانتخابات العراقية الا اشهرا معدودة و من هنا بدأ التبارز بين المرشحين السابقين والقوائم المتنافسة الاخرى وكلن بدأ يمجد نفسه ويطرحها بالشكل الذي يراه وحسبما يحلو له يقدم مشروعه على انه سفينة النجاة للعراقيين والمخلص الأمين طبعا انا هنا اتحدث عن السابقين من الكتل السياسية التي تسلطت على رقابنا لمدة اربع سنوات والتي لم تقدم لنا شيئا يذكر على مختلف المجالات منها الخدمية والامنية والسعي الى تأمين حياة كريمة للناس , ولااريد من القارئ الكريم ان يصف مقالي هذا ويضعه تحت عنوان التسقيط السياسي للكتل السابقة لكن يجب ان نتفاهم بهدوء ونفكر قليلا قبل الذهاب الى صناديق الاقتراع ونضع جانبا كل المسميات الدينية والقبلية والحزبية والطائفية ونختار الجيد النظيف صاحب العقل الرشيد الذي يفكر بالبناء والمواطنة الحقيقية بين فئات المجتمع العراقي وقبل الذهاب اكرر تذكروا ذلك الحاج العراقي صاحب اليافطة الصغيرة عود ماأوصيكم هم رجعوا انتخبوهم
ولنتكلم بصراحة اليوم لان العراقيين وصلوا الى طريق مغلق فعلامات التعب والحزن واليأس تعلو الوجوه والضياع والملل من السياسيين باتت السمة الابرز في حايتهم والتفكير اليومي بين الناس هل ستعود تلك الوجوه في البرلمان القادم ومفاصل الحكومة الاخرى ليقتلونا ويسرقونا من جديد وتعود حليمة الى عادتها القديمة ؟؟لكن الناخب العراقي هذه المرة هو المسؤول وهو الذي يحدد مصيره ومستقبله للمرحلة القادمة ان فكر الذهاب للانتخاب ولانكون في هذه الانتخابات هذه مرة مثل ذلك الرجل الذي يخطئ دائما في عمل ما ويحاول جاهدا اصلاحه وتلافيه لكنه يكرر نفس الخطأ مع الاسف ويقع بأخطاء اشد واعظم والرجل صاحب المثل هو
“بس الدولمه اشلون ياكلوها ” هذا هو مثل عراقي بغدادي قديم لرجل اعمى كان مدعوا على وليمة عشاء فلما انتهى المدعوون من تناول الطعام قدم لهم التمر في حفنة كبيرة فصار الاعمى ياكل التمر حنفة حفنة فتعجب من فعله الحاضرون! فقال له احدهم عمّي اكل ثلاثة ثلاثة او اربعة اربعة موحفنة حنفة فقال الاعمى وهو مستمر في اكله اذا التمر يناكل ثلاثة ثلاثة “بس الدولمه اشلون ياكلوها “
قبل الذهاب علينا ان نتذكر جيدا اننا اموات بمعنى أشمل
لايوجد فرق كبير بين الاموات والعراقيين فالحالة واحدة , لان الاموات تحت الأرض مدفونين اما المواطن العراقي المسكين على ارض آبار النفط كذلك مدفون صح يتحركون نراهم الا انهم في الحقيقة ميتين موتة صغرى والسياسيون العراقيون بأصواتنا وأموالنا ياكلون ويتمتعون خارج العراق “وألف عافية “برأس ال…….والعاقل يفهم ماذا اقصد بال….؟؟؟؟
للحياة مواصفات حتى تُثبت انك إنسان على قيد الحياة تتمتع بكل ماهو يدل على الإنسانية ليس القصة بانك جسد تتحرك ونفس يصدع وينزل وإنما ماهو اعمق لدلائل الحياة .
نسمع عن العيش الكريم والحياة جميلة في كل البلدان لكنها في العراق بشكل آخر عندما تذكر كلمة حياة وعيش كريم وحياة وردية مليئة بالحلم والسعادة والحرية يستغرب الكثير من العراقيين وربما يصرخ بوجهك أحدكم أي شخص ولاتتفاجئ منه ما هي الحياة الوردية التي تقصد هل هي مثلا أكله جديدة من أميركا أو فرنسا مستوردة أويقال لك الجمل المعتادة أنت تريد زرع الفتنة بين الناس او انك مدسوس علينا من جهة لانعرف ماذا تخبئه لنا من أزمات ومشاكل ,انهم على حق لانهم لم يعرفوا معنى الحياة التي اقصدها وحقا أقول هم بعيدون عنها كل البعد <
الحياة ليست عبارة نرددها…لا..الحياة نستشعرها بكل ماتحمل إلينا من أفراح حتى نتمكن من العيش طيبين سُعداء لامضطهدين أشقياء .
مسؤولية العيش الكريم وتوفير مايلزم لهذا المعنى في الأوطان ليست بالضرورة تقع على المواطن نفسه لأنه ولد تحت راية دولة وبلاد تأمن له الحياة الكريمة ومتطلبات أخرى ..
بكل تأكيد فقد العراقي حقه بالعيش أمنا عزيزا أسوة ًبشعوب العالم
منذ أعوام ونحن نصرخ والسياسيون المرشحون لايسمعون الا قبل اشهر من الانتخابات والحكومة العراقية قبل الانتخابات ايضا تخرج من إطار الصم والبكم والعمى فهم يعقلون
اكرر تذكروا ذلك الحاج عود ماأوصيكم هم رجعوا انتخبوهم.