عندما يتعلق الامر ببلدنا ومستقبل اولادنا واحفادنا علينا ان نقول الحقيقية وهي ان العراقيون قد اصبحوا رهائن بيد مجاميع مسلحة حرفتها القتل باسم (المقدس او العقيدة ).. هذه المجاميع هي عراقية بالاساس ومطعمة باجانب يحملون نفس عقيدتها . داخل العراق لهذه المجاميع اسمان وهما (حركات المقاومة الشيعية ) و(الحركات الجهادية السنية ) اما اسماءها العالمية فهي (المليشيات الشيعية) التابعة لايران والثانية تدعى ( الحركات الارهابية السنية ) المجهولة الاب والتبعية . واول سياسي عرف المليشياوي و الارهابي هو الرئيس الايراني حسن روحاني في مؤتمر دافوس الاخير في معرض دفاعه عن المليشيات او حركات المقاومة الشيعية التي يتهمها الغرب بالارهاب حينما قال ( اتحداكم بتقديم اي دليل على قيام حركات المقاومة باي تفحيرات في المدن والعواصم الاوربية والامريكية ) و حسب تعريف السيد روحاني للارهاب لو قامت المليشيات او حركات المقاومة التابعة لايران بحرق مدن وعواصم غير اوربية مثل بغداد وبيروت ودمشق بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاصقة من اجل اخضاع اهلها للنفوذ الايراني فانها ستبقى مليشيات او حركات مقاومة غيرارهابية وتبقى ايران غير متهمة بالارهاب او دعم حركات ارهابية .. بعد 2003 ولدت المليشيات السنية والشيعية في يوم واحد والحجة انذاك مقاومة الاحتلال ولكن المليشيات الشيعية المدعومة من ايران اصبحت اكثر قوة في الشارع العراقي عكس نظيرتها السنية عشية انسحاب اخر جندي من العراق يوم 18/12/2011 واصبحت تتلقى الدعم والاسناد الامحدود من قبل الاحزاب السياسية الشيعية المتطرفة الحاكمة التي تخشى وجود جيش عراقي قوي لعدم امتلاكهاالقاعدة الجماهيرية التي تحميها من الانقلابات العسكرية لانها شبت وشابت خارج العراق في احضان انظمة مغلقة متطرفة وفاشية في وقت كان يحكم العراقيون نظام فاشي اخر ولهذا نشات الحساسية بين الطرفين بين الشعب العراقي وهؤلاء قبل وبعد 2003 ..
لهذا لم تدخر الاحزاب الشيعية طريقا يؤدي لتدمير المؤسسة الامنية والعسكرية بعد 2003 الاسلكته واهم الطرق هو (الفساد ) ..كان العصر الذهبي للمليشيات الشيعية عندما تحولت الثورة السورية من مدنية الى عسكرية شعبية حيث دخلت هذه المليشيات الى سوريا لنصرة النظام البعثي الاسدي الذي تدعمه ايران بذريعة حماية مرقد السيدة زينب. واصبحت المليشيات تمنح الشاب العراقي العاطل عن العمل 8000 دولارشهريا مقابل القتال في سوريا وهذه اموال من خيرات نوري الماكي التي سرقها من العراقيين .. وبدء العراقيين يسمعون نغمة نشاز لتبريرتدخل مليشيات الاحزاب الشيعية في الشؤون الداخلية للدول الاخرى مثل سوريا وغيرها وهي ان الوضع في دول الجوار يؤثرعلى الوضع السياسي و الامني بالعراق وان استقرار العراق مرتبط باستقرار دول الجوارولكن استقرار دول الجوار مثل السعودية وايران وتركيا الذين يعيشون في امن وامان غير مرتبط باستقرار العراق والدليل لو انفجرت عشرون سيارة في بغداد وفي يوم واحد لاتهتز شعرة واحدة لهذه الدول ولكن لو ضرط انسان في لبنان وسوريا واليمن والبحرين وتركيا والسعودية والاردن وايران فستحدث هزة ارضية في العراق وتتصارع الكتل السياسية مع بعضها وتستقوي باسيادها خارح الحدود وتبدا مليشياتها بقتل الناس في الشوارع جملة ومفرد بالمئات ويسمون كل هذا بالنكسة الامنية. لو اجري بحث استقصائي اجتماعي عن الشباب العراقي الذي ينخرط في المليشيات الشيعية والسنية سوف نرى الاغلبية الساحقة منهم ينحدرون من بيئات اجتماعية رثة عوائلهم مسحوقة اقتصاديا ذوي تعليم بسيط وثقافة تقليدية هشة ويعانون من شتى الامراض النفسية ناقمون على انفسهم ومجتمعهم وعادة مايحبذ هؤلاءالافكار المتطرفة وعملية حرق المراحل والقفز فوق الواقع لقد خرج من هذه البيئة في الشرق الاوسط كل نظام صدام حسين السابق وكل النظام الخميني الحالي..من البيئات الرثة المسحوقة في الشرق الاوسط تنتقي المخابرات الدولية قادة المستقبل لدول هذه المنطقة .. ياتون لانسان ضائع ليس لديه مايخسره ويقولون له انت تمتلك كل مواصفات القيادة ..هكذا تم اختيار نوري المالكي لقيادة العراق عام 2006 خلفا للمصاب بانفصام الشخصية ابراهيم الجعفري وهكذا تم تجنيد ابو عمر البغدادي مثلما تم سابقا تجنيد جماعة الزرقاوي .. قبل قرابة عام فشل الجيش العراقي الفاسد التي اسسته الاحزاب الشيعية الموالية لايران في صد الهجوم الذي قامت به المليشيات السنية والذي احتلت على اثره ثلث العراق وشردت الملايين من العراقيين ودمرت كل ممتلكاتهم وقتلت الالاف منهم فما كان من هذه الاحزاب الا الاستعانة بعشرات المليشيات التابعة لها والغيرالتابعة لها بعد تجهيزها باسلحة ثقيلة ومتوسطة وزيادة اعدادها مستفيدة من فتوى السستاني بل ان قادة احد المليشيات (بدر )قام باستدعاء كل صنوف الجيش السابق قبل 2003 وهذا مالم تفعله حتى وزارة الدفاع العراقية خوفا من اتهامها من قبل الاحزاب الشيعية بزج مندسين للنظام السايق داخل الاجهزة الامنية . واستطاع ائتلاف المليشيات الشيعية (الحشد الشعبي ) دحر المليشيات السنية في اكثرمن مكان مهم مثل ديالى وصلاح الدين ..
ويوم امس عندما فشل الجيش والشرطة وقوات العشائر في صد هجوم داعش على الرمادي تم استدعاء الكرندايزر الشيعي (الملشيات الشيعية ) لدحر قوات داعش في الانبار وبعد قرابة شهرين من الصمت بدات امس القنوات الفضائية التي تملكها المليشيات ببث الاناشيد الثورية الحماسية وارتفت بورصة المليشيات الشيعية في السوق الى مستويات قياسية بعد النكسة التي منيت بها قبل ايام في احداث الاعظمية .واذا ما نجحت هذه المليشيات بطرد داعش من الانبار فان الامام الخامنئي سيحقق حلمه بمد نفوذه بمكان كان يسبب له ارقا طيلة السنوات الماضية وصوره التي ستعلق في ساحات واحياء مدينة الرمادي الاخرى اذا ما انتصرت مليشياته سترد له الاعتبار وتنسيه الشتائم التي وجهت له خلال فترة التظاهرات والاعتصامات السابقة في الانبار وسيظهر امام العالم الاسلامي باعتباره منقذ السنه وهذا سيرفع من معنويات حليفه في سوريا الذي يمر الان بظرف عصيب بعد افراغ خزائن العراق . ان اي دولة محترمة في العالم تعني جيش واحد قوي واجهزة امنية واحدة قوية وجهاز قضائي محترم وقوي وعند غياب هذا ستكون الدولة فاشلة و تتحول الى ماكنة لاذلال وابادة الجنس البشري خاصة في المجتمعات المتضادة دينيا ومذهبيا وعرقيا كما يحصل منذ سنوات في االعراق والان بسوريا .. بغياب الدولة العراقية يعامل الاكراد مواطنون درجة اولى ولهم جيش خاص من الدرجة الاولى (البشمركة ) ويعامل الشيعة مواطنون من الدرجة الثانية ولهم جيش خاص من الدرجة الثانية (المليشيات الشيعية ) ويعامل السنة مواطنون من الدرجة الثالثة وسيكون لهم جيش خاص من الدرحةالثالثة (الحرس الوطني ) . ان الجمهورية العراقية تتحول يوم بعد يوم الى جمهوريات العراق السابق والذين يذرفون الان على وحدة العراق دموع التماسيح هم اول المنخرطين بهذا المشروع وعندما يصبح هذا امر واقع سيقولون لبعض اتباعهم الرافضون لهذا المشروع (نشهد الله عليكم الم نفعل كل مانستطيع لافشال هذا المخطط .. لقد فعلنا كل مانستطيع ولكن المؤامرة كانت كبيرة جدا).