بعد ايام قلائل ستكون هناك الانتخابات البرلمانية وهو حدث ليس غريبا في ظل وجود الديمقراطية والحرية في الاختيار في اغلب دول العالم وكثيرا ما تؤدي هذه الممارسة الى تغيرات طفيفة في سياسة وادارة البلدان على اعتبار ان الذين يتغيرون هم ايضا جاؤوا عن طريق الديمقراطية وانما جاء التغيير بسبب انتهاء المدة التي تولوا فيها ادارة البلاد وهذه الحالة تكاد تكون هي السائدة في اغلب الدول ذات النظام الديمقراطي واما في بلدنا المظلوم فنجد ان للموضوع شكلا اخر ونتائج تختلف عما هي عليه في كل اصقاع العالم فبلدنا مر بعد 2003 بأكثر من انتخابات نتج عنها صعود شخصيات لتولي ادارة السلطة التشريعية ادت فيما بعد الى تشكيل حكومة سميت بحكومة الشراكة الوطنية ولكن الذي حدث وبسبب كون العراقيين حديثي عهد بالديمقراطية اضافة الى التدخل الخارجي ادى كل ذلك واضافة اسباب اخرى الى تردي الاوضاع في البلاد وفشل ذريع في كل الملفات وهذا الفشل وان كان تتحمله ثلاث جهات وهي رئيس الحكومة والوزراء ومجلس النواب الا ان الجزء الاعظم من الفشل يتحمله رئيس الوزراء وبدون الخوض في الاسباب الحقيقية وراء ذلك الفشل وما ادى الى مآسي وكوارث حلت بهذا الشعب المظلوم الا ان الذي حدث هو ان رئيس الوزراء وبسبب العقلية التي يفكر بها ادى الى نسف المفاهيم التي استطاع الشعب العراقي استلهامها من هلاك الطاغية الملعون وبروز حالة من الوعي في مختلف الاصعدة والعودة بهذا الشعب الى زمن الدكتاتورية والتفرد بالسلطة وتهميش الاخرين والاستحواذ على مقدرات البلد وتهيئة الاجواء المناسبة الى انتشار الفساد والمفسدين وتمكنيهم من التحكم بمقدرات البلد واشاعة روح التناحر والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد والضرب على وتر الطائفية وغيرها من الامور التي نبذتها اغلب شعوب العالم وياليت ان الامر عند هذا وينتهي فقد ادت التصرفات الرعناء لشخص رئيس الحكومة وبعض افراد حزبه او قائمته البرلمانية الى اشاعة البغضاء والتناحر بين ابناء المذهب الواحد ولم ينتهي الامر الى هذا وحسب بل ادت التصرفات الحمقاء هذه الى انهاك البلد اقتصاديا قد لا يتخلص من مساوئها الى عشرات السنين ولم ينته الامر الى ذلك بلى تعداه الى التشويش على المنظومة الفكرية التي نوعا ما تغيرت عند العراقيين وبدأ يتحرك في فضائها امكانية العودة الى الطاغوتية والصنمية التي استطاع الشعب العراقي بتقديمه الملايين من ابنائه ضحايا في سبيل التخلص منها وبدأ يتحرك في مخيلة الشعب العراقي امكانية البقاء في السلطة الى مدى الدهر وان هناك امكانية القيام بانقلاب عسكري وغيرها من المفاهيم التي هجرتها اغلب
الدول ومنذ عشرات السنين كل هذه الامور وغيرها التي يطول المقام بنا لذكرها ستكون هي السائدة وهي السمة البارزة في المرحلة القادمة اذا لم يستطع الشعب العراقي الاستفادة من درس الديمقراطية وان يحسن الاختيار وان يسعى لتغيير الوضع السائد وان لا يجعل هناك اي مجال للعودة بالبلد وبهذا الشعب المظلوم الى ايام القهر والحرمان والمظلومية وان يغلق بخروجه للانتخابات وحسن الاختيار كل ابواب الفساد والتناحر والطائفية وتنمر المفسدين وتسلطهم وتمكين النكرات من التحكم بمقدرات البلد فالعراقيين سيكونون في يوم 30/4 في امتحان صعب واختيار لا يتحمل نتيجة ثالثة فأما ان يكونوا بما يعرف عنهم ان هم الشعب الذي علم الدنيا كيف تكون الحرية او لا يكونوا عبيدا يتم بيعهم من طاغية لآخر ومن دكتاتور الى دكتاتورا اخر وعندها لا ينفع ندم النادمين .