من منطلق حرية الرأي في الدستور نقول :
كل الدول فشلت في بداية التكوين..وكل القادة فشلوا في بداية دخولهم معارك السياسة والتاريخ..والفشل ظاهرة حياتية لا معيب منها الا في حالة استمرار الفاشل بفشله دون أنتباه من تصحيح ،أو دون رادع من قانون واخلاق وضمير.
القانون لا يعامل الفاشل بالقسوة والعنف اذا كان عن غير قصد، لكن اذا كان عن قصد يقدمه لمحكمة القانون ،وهذا مانرغب ان نقول به و نريد.لأن المراقبة والنصيحة هما من اوجه الحضارة لاصلاح المجتمع والفاسدين.
الأسود لا تأكل لحوم أخوتها عند المرض او الضعف او الجوع او المِحن ،لكن البشر يأكلون لحوم اخوتهم من البشر بغض النظر عن المستوى الحضاري المطلوب..الفرق هنا متأصل في سايكولوجية الفاعل في الوعي والرجولة والضمير.لذا قال الطبري في تاريخه :” أن اهل البيت كانوا أهيب من الأسد في صدور الناس” فأين من يدعون بهم منهم ؟
وهذا ما نراه اليوم في مؤسسات الرئاسة العراقية الثلاث ،والمستمرة بالفشل وهي تدري وتدري انها تدري فاشلة بأعتراف حكامها وأعتراضات المواطنين ، لكنها أصرت لمدة بلغت اكثر 14 عاما عليه لمنفعة لها وليس الا ، رغم اعتراضات الجماهير . فهل هي تستحق التمثيل ..؟ المفروض ان يفصلوا بين السنين الاولى التي اصابتها الفوضى بيد حاكم ما مارس
2
الحكم ولا يملك اخلاص الوطن والمواطنين.وبين اللاحقة بعد ان تبينت الحقائق وأنشق القمر.لوكان لديهم وعي واحساس وطني وأنساني ، لأعتذروا للشعب وارجعوا له المال الحرام واستقالوا واختفوا في غياهب الجب من عارا الزمن والمواطنين ،وهو أفضل الف مرة لديهم من ان يمدوا أيديهم ليستجدوا الأخرين..لكن الرجال على كد افعالها..
على قادة الشعب العراقي المخلصين ان يدركوا المحنة التي ستواجه اجيالهم المستقبلية بعد ان تَحكمَ في بلدهم الجهلة والآميين وسخروا وطنهم لمديونية عالمية لم يكن بمقدور وطنهم مجابهتها ،خاصة اذا ما تغيرت حالة الموارد فعليهم ان يتعاونوا فيما بينهم لانجاد الغريق،بعد ان اصبحت التكنولوجيا تخترع لنا في اليوم الواحد الف مخترع لتبعد الأعتماد عن موارد النفط عن بلدان المتقدمين .
الحاكم اليوم ليس من حقه حكم الوطن بالتدليس مسخرا مرجعيات الدين المتخلفة للأييد في بيئة فقدت الوعي والتعليم.وليس من حقه ان يتحدى الدستور الذي وافق عليه الشعب بالتصديق.كما في المادة 18 رابعا ،وينفذ ما يرغب ويريد بقوة المنصب لا بقوة القانون.
لم يبق شيء للعراقي لم يشمله التدمير ،الوطن بيعت أرض حدوده للاخرين ،والنفط سجل باسم اللامنتمين، والمياه قطعت من حلفاء العراقيين من الترك والأيرانيين المتنازعين على الثروة والنفوذ في بلاد العراقيين،والزراعة والتجارة سخرت لهم دون حقوق المواطنين،والبنك المركزي جعل العراق مركز صرافة يبيع ويشتري بأمواله مثلما يرغب ويريد وبلا قوانين،كون مُحافظهُ لا يملك خبرة المحافظين .حتى رأيناهم
3
زرافات ووحدانا يهرولون لمؤتمر المانحين، بعد ان حولوه المُذلين الى مؤتمر للأستثمار والمُقرضين.فهل اكبر من هذا الخطأ يجابهون ؟ وهل الثروة والمصير ملكهم ام ملك الجماهير ؟
فهل غدا أخي المواطن ستتجه لصناديق الانتخابات لتنتخب اسوء من يريدون ان يحكموا الوطن باسم العراقيين ، وهاهي محافظة ديالى اليوم يتخاصمون فيها السابقون المقصرون من العودة مرة اخرى ليحكمون ؟ مسئوليتك اخي المواطن هي التي ستردع كل الطامعين .هؤلاء فاقدوا ضمائر بحق الوطن فهل منهم ترجو الامل ؟
فاقد الشيء لايعطيه.
دولة أسست من قبل المحتل على الخطأ بمحاصصة ضمنت لهم المال والمنصب والقوة ولا قانون..بعد ان اصبحت القوانين يصوغونها على مقاس مصالحهم دون الاهتمام بمصالح المواطنين،مثل قوانين الرواتب والامتيازات والمنافع الاجتماعية والتقاعد ورفحة والحمايات واخير قانون العفو العام ليمهدوا لبراءة كل السارقين وعزلوا انفسهم في سجنهم الكريه الذي به يمارسون كل رذائل التاريخ وعفونة الخائنين ؟.فأين ما يدعون من التزامهم بالدين والرسول(ص) وأهل البيت الذي قال زعيمهم الامام علي (ع) :
:”العزلة شعبة من الضيق”. فكيف نصدقهم..وكيف بهم تؤمنون ؟
اخي يا عبادي ثق اننا لا نكرهك ولا نريد لك وللوطن العزيز الا الخير العميم ،لكن ماذا لوفكرت قليلا وانت المنتصر على داعش الأجرام،واعلنت خروجك من حزب الدعوة الفاشل،وشكلت حزبا وطنيا لكل المناضلين
4
والاكفاء والمتعلمين..اما افضل لك من ان تنادي الفاشلين المكسورين الذين لا يريدون ان يواجهوا المظلومين ..فهناك في سجنهم الأصفر يقبعون. ؟
ان المعارضين هم الكثر اليوم ،لكن السلطة بيد المتجبرين ،الذين نسوا الله والقانون ،الذين يخشون حتى هفيف الريح في منطقة سجن الباستيل.لأنهم ما دروا ان السلاح ما نفع لويس السادس عشر وماري انطوانيت فكان مصيرهم مقصلة باريس التي لاترحم المقصرين .والقرآن يحذرهم بقوله:”ان الله لا يحب الخائنين”.
اخي الرئيس العبادي المحترم : كنتَ البارحة في الكويت،ألم تسمع ما فعلت حكومة الكويت للمواطنين الكويتيين يوم غزى صدام بلدهم عام 90 وكيف هيأت الدولة لهم من كرامة العيش والأمن والآمان حتى جعلت الشعب كله يعيش في فنادق الدرجة الاولى وآمنت لهم كل الرواتب والجرايات دون تفريق (كنا هناك في جامعة الكويت شهودا نراقب المخلصين)؟ هل الكويت كانت تملك اكثر مالا من عراق العراقيين أم الفرق في القيادة والاخلاص للوطن ولا غير. فماذا فعلتم أنتم للمهجرين العراقيين الذين نهب بعض المسئولين حتى حصصهم المالية واذاقوهم مر السنين ولا زالوا مهجرين..اين ذهبت اموالهم ،كلها سجلت باسماء المهربين الخائنين.ولكن من وقع على احتلال وطنه لاعتب عليه.
ان اصحاب الشخصيات النبيلة هم الذين يقفون الى جانب الوطن والمظلومين على قلتهم ،لأنهم اقوياء بشخصياتهم وعدلهم وايمانهم بالحق والوطن لا يخونون،والا كم كانت الدولة الاموية مستعدة ان تعطي للحسين(ع) لو قبل منهم الاموال ا ليعرض عن حقوق وظلم المواطنين.؟
5
هارون الرشيد أعطى للامام الكاظم (ع) الكرخ كله لمجرد منحه شرعية حكم المواطنين فرفض وكان مصيره السُم والموت ،فقبل به معرضا عن خيانة الله والوطن والدين،فكيف تدعون بهم وتخالفون بما كانوا به يؤمنون ؟.هل تعلمون ان لا يهجر الحق الا الضعفاء الذين يخشون الرياح العاصفة ،لكنهم ما دروا ان الرياح القوية تنظف الارض من اوساخ المخربين.
واقول لنفسي وللذين اصابهم الفشل والمحن من جراء الثقة باللامخلصين ،ومن جراء عدم المعرفة بنفوس الفاسدين ،لا تيأسوا اخوة الحق،لان الحق لابد من ان ينتصر ويسقط أبن العلقمي وقانون المغول..وما دامت هناك حياة فهناك نجاح..فلا ينبغي لمن سقط من على ظهر الجواد ان يظن الارض ستبتلعه دون رحمة او رجاء. انها كبوة مرت قبلها على العراقيين..؟
نحن نحذر من الايمان المزيف بالدين او بأنسان الخيانة ومن حنَثَ اليمين لانه لا يطفو الا فوق المياه الآسنة..وليكن لنا الايمان الحقيقي بالصراط المستقيم ، لانه بمثابة قارب النجاة الذي أنقذ نوح من الغرق ليحمل النفوس وسط العواصف الى شاطىء الامان..هكذا قال لنا التاريخ وعلمنا الزمان والقرآن الكريم..؟
لا ياعبادي .لا تضحي بتاريخ وطنك الضارب في القدم صاحب اربع حضارات ، لتنجو انت من وعر السنين،لماذا قبلت ان يعقد المؤتمر في بلاد الاخرين- رغم صدقيتهم – واموال الوطن في بطون من يرافقوك ومن لازالوا في قصور الرئاسة يسكنون..لمَ لم تحاسبهم كما قال علي امير المؤمنين : “ان الحق القديم لا يبطله شيء والعقل مضطر لقبول الحق “.فأين رجاله الذين يدعون ؟
6
شعبك ونفطك ورجالك هم السند وليس الاخرين فلا تَذلُ نفسك امام العالم من اجل حفنة دراهم لن يعطوها لك الا بتمرير جبهتك والوطن بتراب الشامتين..هؤلاء ابطال العرب والمسلمين ،عبد الرحمن الغافقي وعمر بن الخطاب وعلي والحسين كانوا مثالا للمؤمنين المخلصين ،انظراليهم كيف عاشوا وماتوا،وكيف حملتهم أكف ورؤوس المواطنين الصالحين ،وكيف من مات خائنا وشيع في المنطقة الخضراء بتابوت بلا جنازة ودفن في هجيع الليل ولا زال قبره وحيدا اليه لا ينظرون..
ثق اخي المواطن المظلوم كل من خان وغدر سيموتون على شاكلته ولايشيعون. وانظرالى الأبطال وكيف تهرول الناس كلها نحوهم في كل مناسبات السنين يقدسون.أما من عاداهم أنه في اسفل سافلين ..فمتى نصحوا من سكر السنين ؟.
لا ياعبادي يا ابن الاصول :
ان أزمتنا الحالية ..هي ان الاغلبية الذين معك جهلاء ، والنخبة أكثرهم جبناء ، اعمتهم الصفراء..التردد لا يصنع ثورة،وانما الوعي هو الذي يصنع الثورة..فأقدم وأفضح الفاسدين ان كنت منهم براء ،فكفاية (س وسوف) بالسارقين؟ فالطغاة همهم ان يجعلوك طائعا لهم،وشيوخهم ان يجعلوا وعيك غائبا عن الوطن..الوطن يناديك فما فائدة الانتخابات والتجديد ما دام هم الفاسدون سيعودون..؟
الحوادث جلل..ولتكن الرجال كبار.. فاين انت من المِحن…؟