نسمع أحياناً كثير من التصريحات, والتي تَمُر علينا مرورِ الكرام؛ هُنالك من يَقرأ بين الأسطر, وهُنالك من يقرأ بين السطرِ والأخَر, وهُنالك من كان أعمى!.
غُيومُ التصريحاتِ السياسية, عادةً تكون مَصحوبَةً بِزَخّاتٍ مِن الأنفعالات التي لا مُبرِر لَها, لكن قبل كُلِّ هذا, يَنذِرُ لَنا بَرقُ الأعلامِ المُرتَزق, لِنَسمع أصواتَ رَعدِ السياسيين المأجورين, ليتنبأ مَن كان خَبيراً بالأنواء السياسية, ويُحذِر الناس من إحتمال هطول الخطر عليهم, وأخذ كافة التدابير اللازمة .
السياسة الأمريكية الخارجية ثابتةً, وأهدافُها واضِحةً, ولم تتغير مع تغير حُكامها, أو إختلاف أحزابِها, مُعتمدين بذلك على التنظير السياسي المستقبلي للعالم, وعندما يَقدِمون على شيء, يَبدَؤونَ بالتمهيد له عِبرَ تصريحاتٍ مُبَطَّنةً, مُتكِئينَ على جهلِ من يُروج لِبضاعَتِهم السياسية, أو من أتفقَ معهم على مَبدأ العَداءِ المُشترك, أو بعض الجبناء الذين يَلوذون بِهم عند الشَدائد, ولا يُطيح أحدٌ بالقِناع الذي تَرتديه أمريكا, إلا العُقلاء والراسخون بالعلم.
إن عَداءِ أمريكا للمسلمين بَاتَ واضحاً, من خلال دعمَهُم لإسرائيل, والتغطيةِ على جرائمهم البشعةِ ضدَّ شُعوب المسلمين, ولم يتكلم من هذه الأمةِ الإسلامية إلا الشيعة وعلمائهم, فالمواقف تأريخية وكثيرة, ولا يمكن الإيجاز بها, ولكن أشير إلى ما وصُفَت بهِ أمريكا, من بعض العلماء الماضين, ففي عام 1953م, كتب الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء(قدس سره), خطاباً أقف عند نهايته, والذي ذكر في كتابه(المُثل العليا في الإسلام لا في بحمدون) قال فيه مُخاطباً أمريكا:(فإنَّكم تَضرِبون العرب بِأرجلِكُم ورِجالِكُم, وتَصفَعونهم على عيونهم بيد, وتمسحون رؤوسهم باليد الأخرى).
لم يقتصِر الوقوف ضدَّ أمريكا بمرحلة, فقد جاء الأمام الخميني(قدس سره) ليقول (أمريكا الشيطان الأكبر), وقد أكَّد هذه الشيطنة, السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره) بقوله (كلا كلا أمريكا, كلا كلا للشيطان), ووقف شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) عندما دخل النجف الأشرف, ليكشِف َزيف أمريكا وإدعائها فقال (يأتي الأمريكان ويضربون طالبان, وهم الذين صنعوا طالبان, ويأتون ويضربون صدام, وهم الذين بَنَوا صدام).
هُنالك رَبطٌ بين أقوال العلماء والقرآن الكريم, وقد حذر جَلَّ من قال (وَلا تَتَبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطان), ولأمريكا خَطوات كخطواتِ الشيطان, وحتى لا نقَع في الحرام نبتَعِد عن المكروه, فيجب رَجم مبادراتِها اللَّعينة, والعمل على تَفكيك ما تُصرِح به, لِكَشفِ نَواياها الخَبيثة, وأخذِ قَولِ العُلَماء كَنبوءة.
حتى لا نُصيب بصيرة الفِطرة بالضَّعف, وَقُرَنية العَقيدَة بالتَّلف, وعدَسة الحقيقة بالإزالة, ونُزول ماء الشَّك, يجب وَضع قطراتٍ من كلمات العلماء, لِنُبصِرَ ما يَدور حَولَنا.