23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

الكراسي بحاجة لمبررات ومسوغات لما تقوم به وتذهب إليه , ولكي تكون قوية وواثقة بما تقدم عليه وتتحدث به , لا بد لها من عدو تعلق على شماعته إخفاقاتها وعجزها وما تقوم به من الأفعال السيئة.
وأية قوة تريد عدوا يعزز إنفلاتها والتعبير عن توجسها وقدرتها التدميرية , وبدون هذا العدو المطلوب لا يمكنها أن تترجم طاقات الخراب الكامنة فيها.
ولهذا فالقِوى بمقدار دورها وحجمها , تصنع عدوها وتزيد من قوته وقدرته لكي تعطي لنفسها الحق بإستخدام أعتى ما عندها من القدرات الفتاكة القاضية بالمحق والفناء.
وقد رأينا ذلك عندما كانت الإستعدادات جارية لتدمير العراق , حيث تم تصويره على أنه القوة التي ستدمر الوجود الأرضي في غضون ساعات , وعلى القوى العالمية أن تقضي عليه لمنع ما سيتحقق من وعيد مشؤوم , وعندما تبين الموقف المصطنع وإنكشفت الأكاذيب تغيرت الأجندات وصارت ذات أبعاد ديمقراطية حصد المجتمع علقمها المرير.
وهذه النزعة العدوانية ذات الطابع البقائي والتوجه الإنفلاتي لقدرات القوى أيا كان نوعها , تجدها فاعلة على مستويات عديدة تبدأ بالأفراد وتصل للأحزاب والفئات والمجتمعات والأمم والشعوب.
وترى العديد من الكراسي السيئة العاجزة , تجتهد في الكلام عن عدو مفترض أو تصنع عدوا لها , لكي تستطيع العمل والبقاء في مواقعها والقيام بما تريد وتحقق أحلامها الذاتية والأنانية.
وهكذا فأن الحكومات الفاشلة والمستعبدة المعادية لأوطانها ومجتمعاتها تعمل بقوة على صناعة العدو وإتخاذه وسيلة لتبرير ما تقوم به من أفعال خرقاء , وما تأتي به من حماقات وقرارات مدمرة معادية للمصالح الوطنية , ومؤازرة لمصالح أعداء الوطن والشعب.
فكل نظام حكم يصنع عدوا , إنما هو عدو الشعب والوطن ولن يقدم إلا الخراب والدمار والهلاك المقيم للناس أجمعين!!
فلماذا لا يصنع أصدقاءً؟!!