18 ديسمبر، 2024 10:20 م

العدوانية الفاعلة فينا!!

العدوانية الفاعلة فينا!!

كلما زاد عدد البشر تنامت العدوانية , وتأكدت بتفاعلات متوحشة ومتكررة , تأتي في مقددمتها الحروب الطاحنة , وفي مؤخرتها قتل البشر للبشر , توافقا مع توفر أدوات القتل المتطورة.
وكلما زاد التنافس على موارد الحياة تقاتل البشر , وهذا ما يفسر أحداث القتل الجماعي العبثية المتصاعدة في الدول التي أشرعت أبوابها للمهاجرين من كل حدب وصوب , بعد أن خربت ديارهم وإستحوذت على ثرواتهم.
وأصبحت الأوضاع تشير إلى قتال داخلي عنيف بين أهل البلد والوافدين إليه من بلدان أخرى , بوهم أنهم سيتمتعون بحياة حرة كريمة ومرفهة , وإذا بهم يواجهون بالرصاص من أسلحة أوتوماتيكية تقتل العشرات بضغطة زناد واحدة.
إن المجتمعات البشرية بعد أن بلغت العدد الذي لا تطيقه الأرض , أصبح لزاما عليها أن تفكر بأساليب جديدة لكي تتغلب على العدوانية السارية في ربوعها.
وهذا يتطلب أن تبتعد القوى القوية عن الدول الضعيفة , وتتركها تتدبر شؤونها وتنطلق في مسيراتها معتمدة على أنفسها , لكي تكون كما تريد لا كما يُراد لها أن تكون.
فمن أهم أسباب الهجرات المليونية تدهور أوضاع الدول التي يهاجر منها الناس , وفقدان قدرات الأمن والأمان وأسباب العيش الطيب الرغيد.
وعليه فأن الدول المبتلاة بالمهاجرين أن تستيقظ وتدعم الدول , وتؤهلها لبناء ما يساهم في إستقرار أوضاعها الأمنية والإقتصادية المعيشية , وتأكيد إرادة الحياة الحرة الكريمة فيها , ويأتي في مقدمتها إحترام قيمة الإنسان وصون حقوقه , وتوفير الحاجات الضرورية لبقائه بصحة وعافية وبعض الرفاهية.
إن ما أصاب العالم من ويلات سببه التمايز الجائر بين الشعوب , والذي أبرزته وسائل التواصل والتفاعل المتسارعة , مما دفع بالشعوب المقهورة إلى الإنطلاق في هجرات كبيرة , لأنها غير قادرة على تغيير أوضاعها في بلدانها , فالمطلوب من الدول التي تحسب نفسها مرفهة أن تستيقظ من وهم إستقرارها وهدوئها على حساب ويلات الآخرين.