4 نوفمبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

العدم الغامض طريق الإفصاح العميق

العدم الغامض طريق الإفصاح العميق

هل يعطي مالارميه نهجا للحوادث غير متفق عليه وهل يأذن للغته بأنشطار أخر وهو لايدري أين يتوجه بها ..؟ ليقدمَ في شعره شيئا من المعاني التي لاتفهم ؟ هل يركز الشاعر في نصوصه على شيء ما ؟
ويعد هذا التركيز تطورا في شعره ،وهل يستطيع من جمع نشوته في ذلك التركيز وهل هو التركيز الذي يخص مواضيع بعينها أم يخص حالة أنية عابرة تركزت بقوتها في وجدانه أم هو الهروب من المثالية والإدمان على الإسترخاء ، وهل يمس هذا التوتر طرائق التفكير ويصل الى التشكيك بالإيمان وبالعقائد الدينية وما صاحبها من أمثلة عليا مثلما فعل معاصروه ؟ إن مجالات الإغراء لا حدود لها عند التركيز على موضوع بعينه شريطة أن يؤدي هذا التركيز إلى إحداث مخارج لموضوعات أخرى ووفق النظام الداخلي المحسوب لعملية الإشتغال ونزعات هذه العملية وأتجاهاتها الرمزية وقدرة التجريب والمحاكاة وسيطرة أو إختلال التوازن مابين الإستسلام لنشوة القلب أو الإذعان لقوة العاطفة الباطنية ،إن الإلهام في الشعر لايخضع للصدفة أو العفويةِ فالمعاناة دليل التطهير والتطهير يعني التسامي مع الكوني والإنفلات في عالم
الجمال وإفجاع الطبيعة بما يمتلكه الشاعر من متحسسات قصد النيل منها ليرى الكثير من خلال هذا النيل،
وليست هناك تقسيمات بموجبها تقسم العاطفة أو يقسم الوجدان أو ينظر إلى ذلك بأنه صنعة وهذا بأنه حس فطري ، إن الإلهام يعني إطلاق إجباري للمكبوتات وخلق فضاء السحر الآخاذ ليتم الإصغاء بهدوء لمعجزات تصنع معجزات وتتحول كل الأشياء في جسد الإنسان إلى حواس تطارد بعضها البعض وتشترك بعضها مع البعض بالفيض وبدون حيادية إلى المزاج الأكثر إنتشاءا وتحولا نحو بسط سلطة الخيال على أكبر المساحات إثارة للتعامل مع الواقع بغير واقعيته، ضمن ذلك يقدم مالا رمية في شعره شيئا من المعاني التي لاتفهم وهو قد مضى في فهمه الخاص للمخيلة تلك التي يراها لاترسم الأشياء ولا تأتي بالواقع منسوخا أو مترجما بل أن مالارميه يجد أن جودة المخيلة تكمن في مدى قدرتها على تشويه الأشياء التي تراها والتي تتعامل معها لأن السر لأن العطش لأن الرؤية الصادقة تكمن هناك في العدم الغامض بالحضور الأصيل عبر الإفصاح العميق في مناطق التوتر، وأن هذه الدعوة تدعو إلى إحالة المرئي إحالة الآني القريب إلى غياب دائم أي إخلاءها من وظائفها وضمها الى وظائف أخرى لخلق المتصور المتنوع الذي يعطي معان عديدة ذات التأثير الشمولي لتوضيح أكثر من فَهم في أكثر من قَصد وبذلك يرى المتلقي أن القصيدة لاتقف عند حدود وإتجاهات غير مرتبطة بحدث معين أو حالة تصويرية رغم تواتر المسميات للأشياء وإصطفاف أسماءها العلنية ومن هنا يبدأ مالارمية الخروج بمخيلته وباستخدام اللغة المعرفة ورموزها وكلاهما ينطويان على السخرية ، السخرية التي تعطي للحوادث
نهجا غير متفق عليه ،وباباً في كيان الكلمة اللغزي وهو يكمل عملية إنشطار اللغة بأنشطار أخر لتحييدها عن طريقها السالك والتوجه بها نحو العدم ،[email protected]

أحدث المقالات