18 ديسمبر، 2024 9:14 م

العدل….. اساس الملك

العدل….. اساس الملك

حكمة قالها مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون في مقدمته قبل ٧٠٠ عام ذلك العالم العربي الذي جاب البلدان بحثا عن العلم والادب وخلص الى هذه النتيجة واساسها ( العدل اساس الحكم) اي بالعدل يدوم الحكم . فالعدل يولد مجتمع فاضل يتلاشى فيه النزاع والخصام ويسود فيه الحب والوئام وينتشر الامن والسلام بين الناس كما ان العدل هو فرض الهي واصل من اصول الدين المفقود في المحتمعات الاسلامية والمعمول به في المجتمعات الغربية قال تعالى ( واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) و(ان الله يامر بالعدل والاحسان……) وقد وعد الله الغير عادلين بالويل (ويل للمطففين…..) واذا كنت في موقع المسؤولية عليك بالعدل بين جميع الناس حتى لو كان خصمك قال تعالى (ولا يجرمنكم شنان قوم على ان لا تعدلوا فاعدلوا هو اقرب للتقوى) فالعدالة تعني اطعام الجياع ونشر الحبوب على اسطح المنازل لكي تاكل الطيور ولو عدلنا لخلت السجون من روادها ولما وجدنا قاتل او سارق او معتدي ونستطيع تكملة المقالة التي بدءناها بالقول ( العدل اساس الملك ….والظلم اساس الهلاك ) قال تعالى ( وما ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون) اي ان غياب العدل سبب رئيسي لهلاك الامم ثم ان العدل هو هدف الرسالات السماوية قال تعالى ( لقد ارسلنا رسلنا …..ليقوم الناس بالقسط) فالعدل حين يسود تضيق الفجوة بين الاغنياء والفقراء وعندئذ يسهل محاربة الفقر والفساد ويتقبل الراي الاخر ويسود الاعتدال وعدم التطرف وبعكسه اذا غاب العدل في امة واصبح يحابى فيها الاشراف وذوو الجاه ولا يحمى حق الضعيف وحصلت التفرقه بين الناس عندئذ تثار الاحقاد والمشاحنات وتعم الفوضى كما انه يشجع ذوي الجاه على التمادي في فسادهم وظلمهم .

من كل ما تقدم ….لا يتحقق الامن في بلد الا …بالعدل …ولا يتحقق العدل الا بوجود مسؤولين يتمتعون بصلابة في الحق تحميهم من الضغوط والميول (الحزبية والطائفيه) ولديهم حماية ذاتية وشخصية قوية وجهد ومثابرة لتحقيق العدل فلا تصدر قراراتهم او احكامهم الا بالحكمة والعدل بعيدا عن الاهواء والعلاقات والاقربائية …….وهل ياتي اليوم الذي نجد فيه حكامنا ومسؤولينا بهذه الصفات …لكي نكون مصداقا لمقولة ….العدل اساس الملك