18 ديسمبر، 2024 7:59 م

هزّني الشوق الى الطفولة ، فتذكرت كيف كنا في المرحلة الأبتدائية وعندما يأتي يوم الخميس نستعد له ونرتدي ملابس الكشافة ونقف في ساحة المدرسة في حالة استعداد وشموخ واحترام عندما يُرفعُ العلمُ ويتقدم احد الزملاء ويُنشد : عش هكذا في علو ايها العلمُ …… فأننا بك بعد الله نعتصمُ
العلم رمز الوطن والوطن يعني الهوية والأنتماء ومن لاوطن له لاهوية له …. هكذا تعلمنا وهكذا زُرعَ فينا غرسُ الوطنية . الوطن من يحرره من العبودية والهيمنة والطغيان ؟؟ وبعد تحريره من يبنيه ويحمي أسواره ؟؟
الجواب : أبناؤه البررة هم الذين يحررونه ويبنونه ويحمون أسواره وليس الأجنبي ، هكذا تعلمنا في دروس الوطنية وهكذا تعلمنا من تجارب الشعوب المناضلة التي نزفت الدماء من أجل حريتها وكرامتها ومن أجل ان تسود العدالة ويسود الأمن في أوطانها …… والسؤال هنا هل هناك علاقة بين العدالة والأمن الوطني ؟؟ وللأجابة عن السؤال اقول : ان العدالة تعني الموازنة في كل شيء واعطاء كل ذي حق حقه ، والأنصاف يلتقي مع مفهوم العدالة ، والعدالة هي ميزان الله تعالى في الأرض وهي تعني الحق والحق هو الله تعالى . العدل والعدالة صفتان الهيتان لابد ان نقتدي بهما واقامة العدل يعني ان يأخذ كل شخص حقه . والعدل ضد الظلم ، العدل في كل شيء في القول والفعل والحكم ( واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) .. هكذا تعلمنا من قدواتنا وقادتنا . لقد علمونا ان يشعر الجميع بنصيبهم في العدل فالعدالة اساس قيام المجتمعات واستقرارها وأمنها وازدهارها …. والأمن لايأتي في ظل الظلم بل يأتي في ظل العدل وأقصد هنا الأمن بمعناه العام النفسي والأقتصادي والسياسي والأجتماعي . والعدل يجعل من المجتمع آمنا مستقرا … وحلم البشرية هو العدل والعدالة بعد أن مُلئت الأرضُ ظلما وجورا بسبب الطغاة ودهاقنة التسلط والظلم …
نحن الآن أمام تحدٍ خطير ، علينا ان ننطلق بجد وايمان وأن نتخلص من كل العوامل الذاتية والأنانية الضيقة ، فأرواحنا هي كنزنا فلنهذبها بالعدل فالعدل هو الأساس لبناء المجتمع وهو اساس القيم الفاضلة وحين يطَبَّق العدلُ يأتي الأستقرار ويأتي الأمن فليس هناك مظلوم وليس هناك ظالم ..

العدالة حق على انفسنا وعلى اولادنا وبيوتنا ومجتمعنا وهاهو الأمام علي عليه السلام يقول لولديه عليهما السلام
( كونا للظالم خصما ) .. ومن هنا ندرك اهمية اشاعة العدل في المجتمع خاصة في هذه الظروف الصعبة والحرجة لكي ننهض من جديد ومن اجل طرد شبح الظلم والظالمين والفاسدين فالمجتمعات لم يفتك بها داء كما يفتك بها الظلم الذي يدمر نسيج المجتمع وان غياب العدالة يولد ظلما والمظلوم من حقه ان يشهر سيفه بوجه الظالم …
وأخيرا لنسأل انفسنا وبكل صدق وموضوعية وكل من موقعه وعنوانه :: هل اننا عادلون ومنصفون ؟؟ وهل أعطينا كل ذي حق حقه ؟؟ الجواب اتركه لكم
نسخة منه الى : السادة اعضاء مجلس النواب
السادة الوزراء وكل المسؤولين وأصحاب القرار …