ان العداء الفارسي للعراق يمتد عبر العصور الى الاف السنين. ولقد نتج عن ذلك حروب واعتداءات فارسية كارثية ومدمرة بين فترة وأخرى. وبالنسبة للاعتداءات التي تم تسجيلها بالتاريخ تعود الى اكثر من أربعة الالف سنة عندما دمر (الفرس العيلاميون) حضارة الدولة الاكدية في العراق (في موقع اليوسفية حاليا) حوالي ٢٥ كم جنوب بغداد. وتم تخريب تلك الدولة العراقية بالحرق والتخريب والقتل ومسح حضارتها. ثم ازالوا والى الابد الدولة السومرية واحرقوا عاصمتها (اور) في حوالي ٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد ودمروا مرتكزاتها التي منحت الحضارة البشرية الاولى. كما ودمروا بعد ذلك الدولة البابلية ودمروا جميع مرتكزاتها الحضارية والثقافية التي كانت هدفاً لغزواتهم وحروبهم المتكررة. وصار على مر العصور كلما أسس العراقيون حضارة دمرها الفرس فهم الذين دمروا (دولة آشور) فيما بعد حولي ٦٠٠ قبل الميلاد وبعد ذلك دمروا دولة (الحضر) بعد ٤٠٠ سنة في شمال العراق. ويبدو ان كل من يبدأ اسمه ب خاء ميم من بلاد العجم يكون مدمرا للعراق فالذي دمر (بابل) تلك المدينة ذات الحضارة الإنسانية الفارسي (الاخميني كورش). وكان الاخميني هذا امه يهودية ونحن نعلم ان اليهود ينسبون الى امهاتهم فعندما دخل بابل احرق كل شيء من حضارتها وعلمها وادبها وفنها بحيث لم تقم لها قائمة بعد ذلك. وبعد ذلك أعاد اليهود الذين جاء بهم نبوخذ نصر الى فلسطين بعدها وقع العراق تحت لاحتلال الفارسي لاكثر من ٩٠٠ سنة حتى مجيء الإسلام الذي حرر العراق من الاحتلال الفارسي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بمعركة القادسية الأولى وبقيادة سعد بن ابي وقاص صاحب رسول الله واحد قادة جيشه. ومن اهم ما اعتمد عليه الفرس بمحاربة العرب والعراقيين خاصة هو تنصيب عملاء لهم على العرب واثارة الفتن والدسائس لهم. فقد قتلوا النعمان بن المنذر الذي لم يرضى ان يكون عميلا لهم وشنوا حرب على دولته في العراق قبيل الإسلام. وعندما بعث رسول الله بكتبه ورسله للملوك للدول المجاورة يعرفهم بالإسلام كان (كسرى) من اكثرهم عنجهية واستعلاء وعنصرية فمزق كتاب رسول الله وغضب غضبا شديدا وسب الرسول ثم خطط لاختطاف رسول الله حيث بعث الى حاكم اليمن واسمه (باذان) وهو عميل فارسي بان يبعث رجلين لاختطاف محمد (صل الله عليه واله وسلم) ثم يبعثه مخفورا له لينتقم منه بنفسه. فعندما جاء الرجلان طلبا من رسول الله ان يرافقهما الى اليمن والا قتلاه فعاملها الرسول بأدب ولطف وطلب منهما ان يبيتا الليلة ويخبرهما غدا. وفي الغد اخبر الوحي النبي بان كسرى قتله ابنه فعادا الرجلان لليمن ونصر الله رسوله على الفرس.
بعد تحرير بلاد فارس من رجس المجوسية من قبل العرب حقد الفرس على العرب اكثر واعتبروهم محتلين ولم يتخلوا عن معتقداتهم المجوسية بل عقدوا النية بعد هزيمتهم ان يدخلوا الإسلام ليهدموه من الداخل كما صار في (مؤتمر نهاوند عام ٢١ هجرية) فصاروا يكيلون له الدسائس على نفس النهج الذي يقوم به قاسم سليماني وخامنئي ومن قبل خميني اليوم. وعما قليل أي بعد سنتين من مؤتمر نهاوند نجحوا بدس فارسي مجوسي هو (فيروز أبو لؤلؤة النهاوندي الذي اطلق عليه الفرس لقب بابا شجاع الدين وله قبر يزار في ايران) الذي قام بقتل حاكم الدولة الإسلامية آنذاك وهو الخليفة عمر بن الخطاب مما ادخل الامة في مسلسل من الفتن والقتل امتدت الى يومنا هذا. حيث تم بعد ذلك قتل الخليفة الثالث عثمان وبعد ذلك تم قتل علي بن ابي طالب من قبل واحد من رجاله وهو عبد الرحمن بن ملجم بتخطيط فارسي على يد الفارسي (شيرويه). ثم جائت محاولة اغتيال الحسن بن علي وبعد ذلك قتل الحسين بن علي من قبل أصحاب علي انفسهم بما في ذلك شمر بن ذي الجوشن والذين بعثوا للحسين بالقدوم الى الكوفة وكانت الكوفة ذات دسائس فارسية. وكان في الكوفة عبد الله بن زياد وامه فارسية حيث تزوجها ابوه زياد بن ابيه وهو من اتباع علي و ولاته على خراسان الفارسية التي كان للفرس اثر في سياسته ثم سياسته ابنه واستقدام الحسين الى مدينة الكوفة التي تعج بالفرس آنذاك.
وفي العصر الحديث كانت ولازالت الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعترف رسميا بالعراق عند تأسيس دولته عام ١٩٢١ هي أيران. وبقي العجم يطالبون بضم العراق لإيران لانهم يعتبرونها إقليم تابع لهم وتكررت تلك المطالبة بشكل مباشر او غير مباشر. وفي زمن خميني صرح وزير خارجيته (صادق قطب زاده) ورئيسه (أبو الحسن بني صدر) بأن العراق هو احد الأقاليم التابعة لإيران وطالب بوضوح بضمها اليه! ثم خرجت تصريحات متعددة أخيرا كلها تصب بهذا الاتجاه إضافة لافعالهم الخبيثة ودسائسهم المستمرة التي منها الاغتيالات والاختطاف والقتل والتخريب لإخضاع العراق لهم. وايران تريد ان تسيطر على المنطقة العربية من خلال اذرع تمدها في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وهي لا يهمها امر الشيعة العرب لانها تريد السيطرة الفارسية فهي قد اساءت للشيعة ودمرتهم اكثر من غيرهم وخير مثال هو العراق والبحرين واليمن وسوريا وغيرها. وشهد على ذلك أبو الحسن بني صدر أول رئيس إيراني في عهد خميني، وذلك في لقاء لقناة الجزيرة، مجيباً على سؤال: ” هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً ” ؟ فكان جوابه: (لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي. كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان. وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك!
و ايران تتبع نفس الدسائس منذ الالاف السنين وهي تحتل إقليم الاحواز العربي وتعامل اهله معاملة عنصرية ونهج قمعي منذ اكثر من ثمانين سنة. وهي دخلت في مجال المعرفة والفكر والدين والمذهب حيث تحاول بولاية الفقيه وهي بدعة خمينية خامنئية بالسيطرة بواسطة الدين والمذهب وهي منذ الف سنة تفرض سيطرتها على الحوزة العلمية في النجف ولاتسمح لعربي من التصدي للمرجعية. كان خميني سببا مباشرا بقتل محمد باقر الصدر لكي يبعده كعربي عن التصدي للمرجعية فتسبب بقتله باعتباره يتخابر مع دولة اجنبية وهو نفسه لذي قال لقد غدر بي الخميني. وكان خميني ضد الخوئي كذلك لانه ليس مع ولاية الفقيه بينما كان محمد باقر الحكيم يدين له بالولاء.
اما الاغتيالات واثارة الفتن والقلاقل فهي منهج فارسي في بلاد العرب وهذا ما يفسر ما يقوم به العجمي سيء الصيت الحاقد على العرب قاسم سليماني والذي قتل العراقيين منذ حرب خميني ثم منذ عام ٢٠٠٣ وهو الذي يدس الدسائس التي تجري الان. وان البصمات الفارسية في (حادثة الوثبة) واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار. فذلك أبو مسلم الخراساني الذي اثار الفتن ودعا لأهل البيت من آل علي سرعان ما تخلى عنهم لما رأى العباسيين هم المنتصرون. التامر الفارسي الإيراني الفارسي لم يقف اليوم كما هو منذ الالاف السنين. وما ان وصل خميني من منفاه في باريس حتى اسدى اكبر خدمة للصهيونية لاتزال تتفاعل لحد هذا اليوم وذلك بشنه حرب على العراق استمرت ثمان سنوات. ان ضرب المخافر الحدودية من قبل حرس خميني بقنابل انشطارية حصل أسابيع قبل بدأ الحرب الفعلية وكانت مستشفيات البصرة والمدن الحدودية تشهد على استقبال الإصابات من الجنود العراقيين باسابيع قبل بيان الحرب الأول وذلك موثق لدى الأمم المتحدة. وقد حاول العراق لتفادي الحرب ثم بعد ان بدأت حاول إيقاف الحرب منذ اليوم السادس لها وتوسل بكل من يستطيع ان يقدم المبادرات لايقافها في الدول والمنظمات الإسلامية والدولية وبشكل موثق ولكن خميني المقبور اصر على استمرارها لمدة ثمان سنين بعد ذلك اجبر على القبول بإيقاف الحرب ولكنه وصف ذلك كتناول جرعة سم فيا له من مجرم وسفاح؟! ومنذ عام ٢٠٠٣ اتفقت ايران مع أمريكا على تدمير النظام العراقي والعراق فقدمت أمريكا العراق لإيران على طبق من ذهب حسب الاتفاق السري بين الطرفين لان أمريكا تريد ان يبقى العراق ضعيفا يحكمه ثلة من اللصوص والفاسدين والاغبياء والمنافقين والمهربين من أمثال نوري مالكي وهادي عامري وعمار حكيم وهلم جرى من هذه الحثالات الخونة التي تقبل نعال قاسم سليماني وسيده. ويبدو ان ايران سوف لن ترعوي وسوف تستمر بغدرها واثارتها للفتن واضعافها للعراق ما لم يتمكن قائد قوي مثل صدام من ايقافها عند حدها لانهم كانوا يرتجفون فقط من ذكر اسم صدام لهذا تحالفوا مع الشيطان الأكبر لاسقاط نظامه ثم دس عملائهم كما فعلوا على مر العصور. كما وان أمريكا بعدائها لإيران تكذب لانها تهدف الى اضعاف العرب وحلبهم والسيطرة على ثرواتهم. وكما رأينا أيضا كذب ايران على انها تعادي إسرائيل وفي الحقيقة والواقع هي اكبر من اسدى خدمات لإسرائيل وبدلا من تحرير القدس الذي كان المقبور خميني يعتبر تحريره يمر عبر بغداد أصبحت القدس عاصمة إسرائيل. وقد اسدت ايران خدمات مجانية لإسرائيل بتدمير سوريا واليمن والعراق والبحرين وشق الصف العربي والإسلامي. واليوم تقوم بنفس الخدمات على قدم وساق بواسطة العميل الصهيوفارسي سليماني وخامنئي.
على الأمم المتحدة ان توقف الإرهاب الإيراني عند حده و تتخذ خطوات جادة في هذا المجال وتوقف تدخلها الخبيث بالشأن العراقي. وعلى جامعة الدول العربية ان تقف مع العراق وثورة شعبه التي هي ثورة ضد التدخل الفارسي. كما وهناك مسؤولية على عاتق الدولة التي احتلت العراق وهي أمريكا وبريطانيا بأن تقف مع الشعب للإطاحة بثلة اللصوص والعملة والفاسدين والسماسرة.