العجاج: الغبار , الدخان
عجج: أثار الغبار
المِعجاج: كل ما يثير الغبار
عجَّت: إشتدت
“العجاجة” , ” الغبرة” , “الصفرة” , “العجة” , وغيرها من الأسماء نطلقها باللغة العامية على “العجاج” , الذي يهب علينا في أيام الصيف , فيخنقنا والزرع , ويخيف الضرع.
ويبدو أن العجاج يتآزر مع تكالب الظروف السيئة علينا , وكأن هناك علاقة ما بين أحوالنا النفسية وسلوكنا الجمعي وتوارد ” العجاج ” , فسايكولوجية التراب متناغمة مع إيقاعات النفس البشرية!!
وفي الحقيقة الغائبة , أن طبائع البشر من طبع التراب , بل ونسبة ما من التراب تتألف من أبدان الأحياء التي إفترسها , فما فوق التراب يُعدّ من فرائسه.
إغبرت عقولنا ونفوسنا وتدنست أرواحنا بالفساد , فداهمنا الغبار وأعمانا , لكي لا نبصر بعضنا , فقد سئمت الأرض من مشاعرنا السيئة وآثامنا القاسية المتدفقة من عيوننا.
وأسوأ ما فينا كراسينا التي تضم أقبح رموز العدوان على جوهر الحياة , والمعبرين عن تطلعات النفوس الأمارة بأسوأ من السوء.
تأملوا الكراسي النهابّة السلابّة الممعنة بأنانيتها وتطلعاتها الرغبوية السمجة , المتوهمة بأنها تملك ولا تتمالك نفسها من الإستحواذ على أي شيئ تطاله يداها.
هذه الكراسي تستجلب الويلات وتستحضر التداعيات , بما تثيره من عجاج في مسيرة تسلطها على رقاب الآخرين , وتجتهد في إلهائهم وإبعادهم عن مآثمها المتنامية المتواصلة الإقتراف.
والعجاج الكرسوي يتمثل في مسرحيات متنوعة , ذات سيناريوهات تحقق مصالح الطامعين بالبلاد والعباد , وتؤمّن بقاء المستخرَدين في الكراسي.
ولن يهدأ العجاج والنفوس متواطئة مع الكراسي الجائرة ضد المقهورين من أبناء أمة ” إياك نعبد وإياك نستعين” , فللغبار مثيراته ومعززاته , وما دامت النفوس مغبرة , فالعجاج يتوافد إلى مرابعها من كل حدب وصوب , لأن بصائرها معمية , وإرادتها ملغية , وتجيد سلوك إقطع ولا تزرع!!
فهل من نفوس صافية , لكي تصفو أيامنا , وترأف بنا أمنا الترابية؟!!