كثيرة هي الاحاديث التي تعطينا صورة واضحة لما يحدث في اخر الزمان مصورةً لنا زمان الظهور لمنقذ البشرية الامام المهدي (عج) وهذه الاحاديث وعلى كثرتها اصبحت كما يقال من المسلمات او يقينية الحصول وبدرجات متفاوتة ولعل الاغلب في هذه الاحاديث انها تعطي تصور على ان الجهة التي تستهدف الشيعة او التي توغل في قتلهم وتشريدهم بل وحتى استئصالهم انما هي النواصب واعداء الدين من اليهود وغيرهم ولم تتطرق وعلى حد اطلاعي لهذه الاحاديث والروايات الى امكانية ان يكون العدو الذي يهدد الشيعة ويقوم بكل هذه الاعمال الشنيعة ضدهم انما هو من بيئتهم وممن يعتقد بمعتقدهم بل ويقوم بشعائرهم فلماذا نستبعد ان يكون السفياني خصوصا اذا سلمنا ان الاحتمالات الراجحة في كون السفياني حركة منحرفة من الشيعة هذا من جهة ومن جهة اخرى فان في هذه الروايات صفة قلما يلتفت لها وهي امكانية حدوثها في اي زمان او ان هناك مصاديق لهذه الروايات والاحداث في كل زمان فقد يكون هناك شخص او حركة تقوم بدور السفياني ولكنها قطعا ليست السفياني المنصوص عليها وهكذا مع بقية الاحداث والروايات وقد لفت انتباهي هذا الحديث المروي عن امير المؤمنين (ع) والذي يقول (العجب كل العجب بين جمادى ورجب)فحسب فهمي ان له مصداقا واضحا في زماننا هذا وفي سنتنا هذه وهو ما يمر به عراقنا المظلوم من احداث ومن تسلط دكتاتور ادت افعاله الى اهلاك الحرث والنسل عند الشيعة ولعل الحدث الابرز والذي اعتقد انه من مصاديق هذا الحديث هو يوم الانتخابات حيث انه يقع تقريبا بين جمادى ورجب ويحمل من الامور العجيب ما يشيب من هولها رأس الرضيع فالعجب ان يقوم الشيعة وبعد ان عاشروا الدكتاتورية والطغيان لمدة ثلاثين سنة يقومون اليوم باستحداث ديكتاتور لا يقل خطرا ودمارا عليهم من الطاغية الملعون ومع ذلك يقدمون على انتخابه او انتخاب قائمته او انتخاب قائمة تصب في مصلحته والعجب كل العجب ان يقوم الشيعة في العراق بترك الجهة التي تحرص على خدمتهم والدفاع عنهم والمناداة بحقوقهم وكان على اعينهم الغشاوة والعجب كل العجب ان يقوم الشيعة في هذا اليوم بمخالفة مرجعياتهم الدينية والتي لا يشكون بإخلاصها وقدرتها على تشخيص الصالح من الطالح فيتركون كلامها وتوصياتها ويضربون بهما عرض الجدار والعجب كل العجب ان يقدم الشيعة وبمحض ارادتهم وبكل قواهم العقلية بالإقدام على عمل قد يساهم في تأجيل ظهور امامهم المنتظر وهم الذي ينتظرون ظهوره بفارغ الصبر والعجب كل العجب ان ينتظر الشيعة في العراق من البطون التي جاعت ثم شبعت ان تقدم لهم الخير وتتفانى من اجلهم ويقدمون على انتخابهم والعجب كل العجب في هذا اليوم ان يقوم الشيعة في العراق بانتخاب من حرص على اشاعة روح التفرقة والطائفية بين ابناء البلد الواحد هذا التناحر والتفرقة الذي ادى الى دماء كالأنهار من ابناء مذهب امير المؤمنين (ع) فهل بعد هذا عجب مثل هذا العجب .