18 ديسمبر، 2024 10:52 م

في الزمن المعاصر فقدت الأديان قوتها الدافعة , وتحولت إلى معوقات ومصدات أمام دفق الحياة الجاري.
فالعصر علمي الطباع , ولا يمت بصلة للأديان , وإن برزت في بعض نواحيه.
وما يؤكد ذلك أن أنظمة الحكم التي ترفع رايات الدين , معظمها أسست لدول فاشلة , وأهدرت قيمة الإنسان , وحولت الأوطان إلى سجن ومستنقع للتصارع والعدوان.
ومن الواضح أن المجتمعات التي تتكاثر فيها الكتابات الدينية , تتميز بالفساد وسوء الإدارة والتبعية والخنوع , والعجز عن توفير أبسط أسباب العيش الحر الكريم لمواطنيها , وبذلك جعلت الدين نقمة , وما عاد في عرفها نعمة.
ليس تحاملا على الدين , وإنما لتصويب سلوك الدين , وتوضيح أن الدين العمل لا وجود له , والدين القناع هو الفاعل في المجتمعات , وتتشدق به الألسن وتتصادح الخطابات.
فالدين الحقيقي موؤد , والدين المزيف يسعى في الأرض فسادا وظلما وعدوانا , مما وضع الموانع والحواجز ما بين العقل والحياة , وأرسى أسباب الضعف والذل والهوان.
لو كان الدين قوة لتمسكت به مجتمعات الدنيا , وإتخذته نظاما لحكمها وبناء دولها , لكنها حافطت عليه بسلوكها , وإنطلقت بعقول أبنائها لتعزيز حياتها المعاصرة , وفي مجتمعاتنا نستهلك العقول طاقاتها في التحدث بموضوعات تسميها دينية , وهي ذات نوازع عدوانية ومنطلقات بغضاوية جائرة.
إن الدين لا يستقيم بتعطيل العقل , وإذا لم يتقدم العلم ويؤثر في الحياة , فكل دين سيكون عبئا عليها.
فهل لنا أن نتعلم العلم ونعمل به , لكي لا تعادينا الأديان؟!!