18 ديسمبر، 2024 7:02 م

العتبة كزاز والسلم نيلو بنيلوي

العتبة كزاز والسلم نيلو بنيلوي

وضع رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الحكومة المركزية في بغداد في موضع محرج عندما اعلن عن تحديد موعد لاجراء استفتاء في اقليم كردستان تمهيدا للاستقلال عن العراق واعلان الدولة الكردية .. فلا الحكومة المركزية قادرة على ايقاف طموحات البارزاني لاعلان الاستقلال ولا هو قادر على الغاء الاستفتاء الذي سيجري الاثنين .. ورغم معارضة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها اضافة الى تركيا وايران لطموحات البارزاني في اجراء الاستفتاء الا انه مازال متمسكا باجراءه في موعده المحدد ملوحا باستخدام القوة المسلحة لتحقيق طموحات الشعب الكردي في اقامة دولته المستقلة عن العراق .. ولنكن اكثر ليونه في تحليل الواقع المتأزم الذي تمر به البلاد ولنستكشف المستقبل قبل وقوعه ولنفترض جدلا نجاح مسعود البارزاني في تحدي المجتمع الدول وتم اجراء الاستفتاء وكانت نتائجه ايجابية لصالح استقلال الاقليم .. ماهي ملامح التطورات التي ستحصل بعد الانتهاء من عملية اجراء الاستفتاء حتما سينصاع البارزاني للضغوطات الدولية ويكتفي بعملية الاستفتاء ويؤجل اعلان استقلاله ليتخذ الاستفتاء ورقة ضغط على الحكومة المركزية لتحقيق مطاليبه باخذ اكبر قدر ممكن من الغنائم التي سيحصل عليها عن طريق المفاوضات عندها ستكون الحكومة المركزية في موقف محرج بعد تقديم البارزاني قائمة حساب غير قادرة الحكومة المركزية على دفع فواتيرها وسيزداد البارزاني تصلبا لطرح المزيد من المطالب التعجيزية لاحراج الحكومة المركزية معتمدا على ما اسفرت عنه نتائج الاستفتاء واتخاذها كورقة ضغط على الحكومة والتلويح بها في كل مفاوضات .. وفق المثل الدارج ” تريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب ” ويضرب هذا المثل للقوي القادر على فرض ارادته على الضعيف العاجز واصله” أن شخصين ِ خرجا للصيد . فصادا غزالا ً وأرنبا ً . فلما رجعا جلسا يقتسمان الصيد َ . وكان َ أحداهما قويا ً ً والأخر ضعيفا ً عاجزا ً . فقال القوي ُ للضعيف ِ انت َ تقْسم ْ لو آني ” .فقال الضعيف ُ : “يابه ْ بَسيطه ْ شيرادلهه نص الغَزال ونص الأرنب ْ الك ْ .. والنص ُ الاخر ِ الي .. ” .فقال القوي ُ : هَاي ْ شلون ْ لغْوَة من حَضرة ْ جنابك ْ اقسم آني احسن ْ.. “فقال َ الضعيف ُ :تفضل ُ آغاتي قسم انت َ ” فقال القوي : تريد ْ ارنب ْ اخُذ ْ ارنب ْ تريد ْ غزال ْ اخُذ ْ ارنب ْ .. شتْگول ْ فقال َ الضعيف ُ : ” مَولانا .. اريد ْ ارنب ْ وآني المَمنْون ” بهذا المنطق سيتعامل مسعود البارزاني مع حكومة المركز في بغداد وعندها ستدخل حكومة بغداد في مازق لامخرج منه اما الخضوع لارادة القوي مسعود البارزاني بورقة التهديد التي يحملها تحقيق مطاليبه التعجيزية وهو يلوح بها خلال المفاوضات باعلان الاستقلال مستندا على رغبة الشعب الكردي بعد اجراء الاستفتاء من باب تقرير المصير الذي اقرته اللوائح الدولية او رفض تلك المطالب التي حتما ستكون من ضمنها ضم مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها وزيادة التخصيصات المالية من الموازنة السنوية التي ستبدأ من نسبة ال 17% و تزداد هذه النسبة تصاعديا ضمن المطالب التعجيزية للبارزاني وقد تصل الى نسبة موازية للنسبه الممنوحة للمدن العراقية الاخرى وقد تتجاوزها تصاعديا ليأخذ الاقليم الغزال وتأخذ المدن الاخرى الارنب وهي صاغرة خوفا من تلويحات البارزاني بتنفيذ تهديداته باعلان الاستقلال ويبقى الشعب العراقي ينظر الى حكومته الرشيدة نظرة اعجاب وتقدير لطول النفس الذي تتمتع به في معالجة المواقف الصعبه التي تمس سيادة البلد والشعب يغني ” العتبة كزاز والسلم نيلو بنيلوي “