11 أبريل، 2024 12:45 م
Search
Close this search box.

العتبة الفارقة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

عام 1979 هو العتبة الفارقة في المنطقة العربية , أو منطقة الشرق الأوسط , فما أصابها منذ ذلك التأريخ وحتى اليوم يصب في خدمة مصالح الطامعين بها والمعادين لشعوبها.
فالمتغيرات التي حصلت أكدت مصالح الآخرين , وأوجدت لهم مسوغات لوضع اليد على مصادر الطاقة فيها , وتحويل معظم دولها الثرية إلى محميات وأسواق للسلاح المنتهي الصلاحيات.
والذي يقول بأن النظام السياسي المولود في ذلك التأريخ سوف يتغير عليه أن يعيد حساباته ويراجع قراءاته , فالخدمة المقدمة للقِوى الأجنبية في المنطقة لا يمكن تعويضها والإستغناء عنها , مما يعني بأن معطيات عام 1979 باقية ومحمية وستتطور وفقا لمقتضيات المصالح وتشعباتها وتشابكاتها.
فالعداء الطافي على وجه الماء ضحك على ذقون المغفلين البائسين , الذين يتهافتون نحو نعيق المتاجرين بالدين ورموزه , لأن القراءة الموضوعية المتأنية تشير إلى أن ما تحت الطاولة يتقاطع مع ما فوقها , وما يدور في الخفاء يتناقض مع ما يجري في العلن.
وقد أخبرتنا السنون والعقود بأنها اللعبة المعقدة المشحونة بالأكاذيب والتوعدات الفارغة , الهادفة لإزهاق أرواح المغفلين المنومين بأفيون المذهبية والطائفية والتبعية لهذه العمامة أو تلك , التي تم توظيفها وتعظيمها وتقديسها ليتوجب تقليدها والإلتزام بإتّباع ما تقول وحسب.
وعليه فأن العمائم المسيسة ستتمادى بقوتها وسطوتها وسلطتها , وبوضعها اليد بقوة على صدر البلاد , قهي مؤزرة بالقوى التي تتظاهر بالعداء الكلامي والخطابي لها , وتقوم ببعض المسرحيات ذات الفصل الواحد معها.
وما يجري هو تفاعل وتحاور في الخفاء , وتقاتل كلامي خطابي في العلن , وما الإجراءات المصرّح بها إلا لعبة ذات بهلوانية عالية , لأن البلد بقضه ونفيضه يخضع لإرادتها , فموارده مواردها , ونفطه نفطها , وحكومته حكومتها , وكل ما فيه ملكها.
قد يرى البعض أن هذا كلام وحسب , فالحقائق المريرة لا يمكن إستحضارها بسهولة وسط الأضاليل الإعلامية والقدرات التسويقية الفائقة للمشاريع المروعة؟
فلكي تفترس أمة وتمحق وطن عليك أن تجيد أصول اللعبة المعقدة على رقعة الخداع والإيهام , والتنويم والتعزيز والتخدير بالدين وما يتصل به من المهلوسات الفاعلة في عقول الناس.
و”ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا……ويأتيك بالأخبار مَن لم تزوّدِ”

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب