18 ديسمبر، 2024 7:51 م

عام 1979 هو العتبة الفارقة في المنطقة العربية , أو منطقة الشرق الأوسط , فما أصابها منذ ذلك التأريخ وحتى اليوم يصب في خدمة مصالح الطامعين بها والمعادين لشعوبها.
فالمتغيرات التي حصلت أكدت مصالح الآخرين , وأوجدت لهم مسوغات لوضع اليد على مصادر الطاقة فيها , وتحويل معظم دولها الثرية إلى محميات وأسواق للسلاح المنتهي الصلاحيات.
والذي يقول بأن النظام السياسي المولود في ذلك التأريخ سوف يتغير عليه أن يعيد حساباته ويراجع قراءاته , فالخدمة المقدمة للقِوى الأجنبية في المنطقة لا يمكن تعويضها والإستغناء عنها , مما يعني بأن معطيات عام 1979 باقية ومحمية وستتطور وفقا لمقتضيات المصالح وتشعباتها وتشابكاتها.
فالعداء الطافي على وجه الماء ضحك على ذقون المغفلين البائسين , الذين يتهافتون نحو نعيق المتاجرين بالدين ورموزه , لأن القراءة الموضوعية المتأنية تشير إلى أن ما تحت الطاولة يتقاطع مع ما فوقها , وما يدور في الخفاء يتناقض مع ما يجري في العلن.
وقد أخبرتنا السنون والعقود بأنها اللعبة المعقدة المشحونة بالأكاذيب والتوعدات الفارغة , الهادفة لإزهاق أرواح المغفلين المنومين بأفيون المذهبية والطائفية والتبعية لهذه العمامة أو تلك , التي تم توظيفها وتعظيمها وتقديسها ليتوجب تقليدها والإلتزام بإتّباع ما تقول وحسب.
وعليه فأن العمائم المسيسة ستتمادى بقوتها وسطوتها وسلطتها , وبوضعها اليد بقوة على صدر البلاد , قهي مؤزرة بالقوى التي تتظاهر بالعداء الكلامي والخطابي لها , وتقوم ببعض المسرحيات ذات الفصل الواحد معها.
وما يجري هو تفاعل وتحاور في الخفاء , وتقاتل كلامي خطابي في العلن , وما الإجراءات المصرّح بها إلا لعبة ذات بهلوانية عالية , لأن البلد بقضه ونفيضه يخضع لإرادتها , فموارده مواردها , ونفطه نفطها , وحكومته حكومتها , وكل ما فيه ملكها.
قد يرى البعض أن هذا كلام وحسب , فالحقائق المريرة لا يمكن إستحضارها بسهولة وسط الأضاليل الإعلامية والقدرات التسويقية الفائقة للمشاريع المروعة؟
فلكي تفترس أمة وتمحق وطن عليك أن تجيد أصول اللعبة المعقدة على رقعة الخداع والإيهام , والتنويم والتعزيز والتخدير بالدين وما يتصل به من المهلوسات الفاعلة في عقول الناس.
و”ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا……ويأتيك بالأخبار مَن لم تزوّدِ”